سياسيون وعسكريون أردنيون: قطر مطالبة بتصحيح المسار قبل فوات الأوان

  • 5/27/2017
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

عمّان: «الخليج»:أكد سياسيون وعسكريون أردنيون، أن قطر مطالبة اليوم بتصحيح المسار والعودة إلى الصف الخليجي والعربي قبل فوات الأوان، وتحوّلها بصورة كاملة ونهائية إلى دولة معزولة تصطف مع «فرقاء الفتنة» في المنطقة. وقال محمد المجالي، أستاذ الدراسات الاستراتيجية والسياسية في الجامعة الأردنية: «تثبت قطر من حين لآخر أنها غير راغبة في تعديل خطابها، وتصر على الارتباط بأطراف مشبوهة في المنطقة في مقدمتها «حزب الله»، واحتضان أسماء على قوائم إرهابية، بينها أقطاب إثارة الفتنة من المنتسبين لجماعة «الإخوان المسلمين» المصرية، بما في ذلك أحد مدعي التديّن من معتلي المنابر، أيّد سلسلة إعدامات نفّذها تنظيم «داعش» الإرهابي». وأضاف: «هذا الانسلاخ المتكرر عن الوحدة الخليجية والذي يأتي هذه المرة بعد توافق جمَع أطرافاً عربية في قمم الرياض، يدل بما لا يدع مجالاً للشك، على ألاَّ انفكاك عن دعم جماعات خطرة، والتمادي على مصر يفتح المجال أمام محاولات أخرى تنسحب على دول عربية يخشى تأجيج وضعها الداخلي». وأشار المجالي إلى مواقف عربية تقود إلى عزلة قطر، طالما ظلت في «الركن المظلم». وقال: «نعلم أن العلاقات الأردنية الرسمية مع الدوحة «باردة» بسبب الموقف من «جماعة الإخوان المسلمين» و«حماس»، وكذلك ردة الفعل القطرية «غير المستنكرة» بوضوح لحرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة من قبل تنظيم «داعش» الإرهابي».وأكد الكاتب والمحلل السياسي حمادة فراعنة، أن ما صدر عن أمير قطر ينسجم تماماً مع سياسة بلاده المعلنة، وبالتالي فإن الحديث عن «قرصنة» إلكترونية للوكالة الرسمية يبدو غير محتمل. وقال: «تعيد قطر استفزاز دول الخليج ومصر، واستهداف الداخل الفلسطيني، والانخراط مجدداً مع جهات هي محل تشكيك عربياً، وهذا ينعكس سلباً على الصف العربي الذي لا يحتمل المزيد من الانشقاقات للظهور فردياً على حساب الجميع». وأضاف: «المجاهرة مرة ثانية بعد تهدئة سابقة بالاصطفاف مع أطراف تثير القلق، والدعوة إلى منحها مساحة أكبر، أمرٌ لا يمكن قبوله، ويعد بمثابة الوقوف مع تهديدات إضافية تؤرق المنطقة، وإذا كانت قطر تريد تصحيح المسار قبل فوات الأوان، عليها التخلص من «تحالفات» مع أطراف مرفوضة». ورأى فراعنة أن التصريحات الأخيرة تؤشر إلى رغبة في الانزواء تحت غطاء قوى، يزعم الجهاد مثل «حزب الله»، للمداراة على العلاقات مع المشروع الاستعماري «الإسرائيلي»، وتدارك الشعور بالضعف، لاسيما بعد التئام عشرات الدول العربية والإسلامية مع الولايات المتحدة الأمريكية في الرياض. وقال الخبير العسكري اللواء المتقاعد إبراهيم الطراونة: «ما يحدث يقود إلى تقوية أطراف لمواصلة زعزعة الأمن والاستقرار، وتلفيق اتهامات لدول خليجية نحو «تبييض» الصفحة السوداء أمام أطراف خارجية، و«التُحالف مع الشيطان» يعني اتباع سياسية «عليّ وعلى أعدائي»، وحرق المنطقة، أو على الأقل السعي إلى إيقاد شرارة تأجيج صراعات كبرى لا تنتهي». وشدد الطراونة على وجوب اعتراف قطر بتصريحاتها الأخيرة والاعتذار عنها، والتراجع عن مواقفها «المتوترة»، وقطع ارتباطها المقلق للجميع مع «ثلاثي الدمار»، ابتداء من إيران ثم «حزب الله» و«الحوثيين»، على حد سواء، وأخيراً جماعة الإخوان المسلمين بأذرعها في مصر ودول الخليج. ووصف الخبير الأمني اللواء المتقاعد لؤي الكراسنة، ما نُشر على لسان أمير قطر في الوكالة الرسمية ثم نفيه بداعي القرصنة بأنه «أداء مرتبك». وقال: «إن الثناء على إيران وميليشياتها، والإشادة بما يطلق عليه «حزب الله»، بمثابة «ترخيص» علني بتدمير المنطقة». وأضاف: «لقد ضاقت دول الخليج والدول العربية ذرعاً مع تكرار هذه الإساءات المفتعلة، والتي تنم عن رغبة في افتعال الشقاق، ويدل اختيار التوقيت هذه المرة على محاولة الانتقاص من اجتماعات ناجحة في الرياض». وتابع: «لا حكمة من التصعيد وجمعينا ندرك أن إيران تريد ذريعة للتمكن من توسيع تدخلاتها في الشؤون الخليجية والعربية، وليس من الحنكة السياسية ولا الرؤية الأمنية الصائبة، الانجرار بكل الوسائل خلف رغبة جامحة لقيادة المنطقة دون مقومات، والسعي إلى إلقاء التهم جزافاً على الآخرين، والتسلح بجماعات وأطراف ودول لا تعرف سوى القتل وضرب الاستقرار، مثلما تفعل قطر».

مشاركة :