خسر مقاتلو تنظيم الدولة العشرات من أفراد عائلاتهم الجمعة جراء غارات للتحالف الدولي بقيادة أميركية على مدينة الميادين في شرق سوريا، في وقت دعت الأمم المتحدة أطراف النزاع إلى التمييز بين المدنيين والأهداف العسكرية.ميدانياً، مُني تنظيم الدولة بخسارة جديدة بعد طرده من منطقة صحراوية واسعة في وسط البلاد، ما سمح لقوات النظام السوري باستعادة السيطرة على الطريق الدولي بين دمشق، ومدينة تدمر الأثرية للمرة الأولى منذ العام 2014. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن تنفيذ «طائرات تابعة للتحالف غارات فجر الجمعة على المبنى البلدي في مدينة الميادين» في محافظة دير الزور (شرق) ما تسبب «في مقتل ثمانين مدنياً على الأقل بينهم 33 طفلاً، جميعهم من أفراد عائلات مقاتلي تنظيم داعش». وأقرّ متحدث باسم البنتاجون لوكالة فرانس برس بشنّ التحالف ضربات قرب الميادين الخميس والجمعة، لكنه قال: «لا زلنا نقيّم نتائج تلك الضربات» وغالباً ما ينفي التحالف التقارير حول استهدافه للمدنيين، متهماً تنظيم الدولة باستخدام المدنيين كدروع بشرية. وتسببت الغارات بحسب المرصد بدمار المبنى الذي كان يؤوي عدداً كبيراً من عائلات مقاتلي تنظيم الدولة، الذي يسيطر على المدينة الحدودية مع العراق منذ العام 2014. وتعد حصيلة القتلى هذه وفق مدير المرصد رامي عبدالرحمن «الأعلى في صفوف عائلات المقاتلين جراء ضربات التحالف» الذي كثف في الأسابيع الأخيرة غاراته على مواقع تنظيم الدولة في سوريا والعراق المجاور. وتأتي هذه الغارات الجمعة بعد ساعات من مقتل 37 مدنياً غالبيتهم من عائلات التنظيم ليل الخميس، جراء غارات للتحالف أيضاً استهدفت المدينة ذاتها. ومع ارتفاع الضحايا المدنيين في سوريا، اعتبر المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان زيد رعد الحسين الجمعة أن «ارتفاع عدد القتلى، والجرحى المدنيين الناجم عن الضربات الجوية في دير الزور، والرقة يشير إلى احتمال عدم اتخاذ إجراءات وقائية كافية في الهجمات». طريق دمشق تدمر على جبهة أخرى في سوريا استعادت قوات النظام السوري للمرة الأولى منذ 2014 الطريق الدولي الواصل بين دمشق، ومدينة تدمر الأثرية، بعدما تمكنت بدعم روسي من طرد التنظيم من منطقة صحراوية واسعة، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الجمعة. وقال عبدالرحمن: «استطاعت قوات النظام وبدعم من الطائرات الروسية التي شنت ضربات كثيفة، من طرد مقاتلي داعش من منطقة صحراوية تمتد على مساحة أكثر من ألف كيلومتر مربع»، مضيفاً أن مقاتلي التنظيم «انسحبوا بشكل متتالٍ من مواقعهم نتيجة للقصف الكثيف». وبدأت قوات النظام بحسب المرصد هجومها قبل أسبوع للسيطرة على المنطقة الفاصلة بين دمشق، ومدينة تدمر الواقعة في محافظة حمص (وسط). فيما صرحت وزيرة القوات المسلحة الفرنسية سيلفي جولار الخميس أن فرنسا لديها قوات خاصة في سوريا، لكنها لا تنوي إرسال قوات برية لاستعادة الرقة معقل تنظيم القاعدة. وقالت لإذاعة «أوروبا-1»: إن «فرنسا ليست موجودة على الأرض في سوريا»، وأضافت أن «هناك قوات خاصة تقوم بعمليات آنية، لكن إرسال قوات بشكل كثيف أمر مختلف». أيضاً أعلن الجيش الأميركي أمس الجمعة وفاة أحد جنوده متأثراً بجروح أصيب بها عند انقلاب مركبته بشمال سوريا.;
مشاركة :