لوحات ويلي عرقتنجي المرحة «تلوّن» متحف سرسق في بيروت

  • 5/27/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يفتتح متحف نقولا سرسق الخميس 8 حزيران (يونيو) المقبل معرض «ويلي عرقتنجي: فضاءاته الملوّنة»، ويضم أعمال الرسّام اللبناني صاحب الأسلوب البسيط أو «البدائي». ويحاول المعرض المستمر حتى ١٨ أيلول (ديسمبر)، إلقاء نظرة متميزة على أعمال عرقتنجي الذي يوصف بالعصامي، ويتضمن أكثر من ١٢٠ عملًا أُنجِزت بين عامَي ١٩٧٣ و٢٠٠٣. أعمال عرقتنجي (١٩٣٠-٢٠٠٣) معروفة بتدرّجات ألوانها، هو الذي أسَرَتْه الروايات والحكايات الخرافية التي تدور على ألسنة الحيوانات، وسواها من القصص التي تُروى على مسامع الأطفال، مثل جحا، وطرزان، وعنتر وعبلة، أو أيضًا الحيوانات والشخصيات في مؤلّفات جان دو لافونتين. رسم عالمًا تسكنه مخلوقات وحيوانات مثل الأسد والثعلب والغراب والقرد... وأضفى عليها حياة وحركة عبر الإكثار من استخدام الألوان الزاهية بالمقدار الذي تسمح له به لوحة ألوانه. كان عرقتنجي في بحث دائم عن جمالية وحسّ فكاهة يتميّز بهما، وكان يلعب على المتغيّرات للحصول على نماذج متعددة من رسومه. يتبدّل وجه عبلة مثلاً في رسومه ويكتسب أشكالًا مختلفة، فهو تارةً بنفسجي وطورًا أصفر أو أخضر، وتارةً تعتمر طربوشًا وطورًا تبدو في تسريحة «شينيون» أو «كعكة» في أعلى الرأس. عرقتنجي الذي امتهن صناعة العطور، أظهر منذ صغره اهتمامًا بالرسم، لكنه لم يحظَ بالدعم الذي كان يأمله. وشكّل هذا الإحباط محفّزًا له لفترة طويلة، ودفعه إلى التفرّغ للرسم اعتبارًا من مطلع ثمانينات القرن العشرين. وقد انكب على رسم لوحات مستوحاة من أعمال خالدة في الأدب الغربي، مثل الحكايات الناطقة بألسنة الحيوانات التي كتبها لافونتين، طرزان سيد الأدغال، الأميرة النائمة، وفي الأدب الشرقي كليلة ودمنة، نوادر حجا، قصة الحب بين عنتر وعبلة. وأراد من خلال هذه الرسوم تجسيد كل واحدة من الروايات. وعن أعماله قال الراحل مرّة: «أدرك أنني سأحظى بالاعتراف ذات يوم ويلمع اسمي كفنان كبير، إنها مسألة وقت، إذا عشت فترة كافية وتمكّنت من أن أترك عملًا مهمًا... سأعمل بمقدار استطاعتي من أجل إنهاء الرسوم عن قصائد لافونتين بحلول حزيران ١٩٩٥. ستكون هذه اللوحات الإنجاز الأبرز في حياتي الذي سيطبع مسيرتي». يأتي هذا المعرض إثر وهب عائلة عرقتنجي ٢٢٤ لوحة زيتية من أعماله يجسّد فيها قصائد لافونتين، إلى متحف سرسق عام ٢٠١٦. وسمحت هذه المبادرة بتنظيم معرض استعادي للفنان في المتحف، تشرف عليه القيّمة رئيسة مجموعة متحف سرسق الكاملة ياسمين الشمالي، ويضم أكثر من ١٢٠ لوحة أُنجِزت بين ١٩٧٣ و٢٠٠٣. أكثر من مئتَي لوحة تجسّد الحكايات الخرافية الناطقة بألسنة الحيوانات التي كتبها لافونتين، بدأ عرقتنجي رسمها واحدة تلو الأخرى، عام ١٩٨٩. وبعد ستة أعوام في الذكرى المئوية الثالثة لغياب لافونتين، انكبّ على إنهاء هذا العمل الضخم. غير أن قصائد الشاعر الفرنسي ظلّت تلازمه، فراح يرسمها ويُعيد رسمها حتى آخر أيامه. وأصاب عرقتنجي في رؤيته للأمور، فلوحاته عن قصائد لافونتين هي التي منحته الشهرة الأكبر.

مشاركة :