القاهرة: «الخليج»ربط محللون وخبراء سياسيون بين الحادث الإرهابي الذي وقع في المنيا، أمس الأول، وتوجيه القوات الجوية المصرية ضربات موجعة لمعسكر الجماعات الإرهابية في «درنة» بليبيا وخطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي.وقال هؤلاء إن مصر بدأت مرحلة جديدة في مكافحة الإرهاب، تعتمد على ضرب المعسكرات التي تؤوي تلك الجماعات في دول الجوار، خاصة ليبيا.معتبرين توجيه الضربة الجوية إلى معسكر للجماعات الإرهابية بدرنة رسالة واضحة أن مصر ماضية في مواجهة خطر الإرهاب داخلياً وخارجياً، وتوقع هؤلاء أن تطول تلك المرحلة معسكرات أخرى في بعض الدول التي تؤوي الجماعات المتطرفة.وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس، الدكتور جمال زهران إن خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي، أجاب على تساؤلات عديدة كانت تجول في خاطر المواطن المصري، لا سيما أنه من حق مصر الدفاع عن نفسها من خلال مواجهة الجماعات الإرهابية، التي توجد في دول الجوار. وأضاف زهران إن الجماعة الإرهابية تستهدف الدولة المصرية مع كل المناسبات، منذ مطلع هذا العام، وذلك بهدف إحداث فتنة وضرب الوحدة الوطنية.من جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان جهاد عودة إن مصر كانت تنتظر عقد المؤتمر العربي الإسلامي الأمريكي لبدء الحرب الفعلية على الإرهاب والجماعات التي تنفذه من خارج حدود الدولة لمصرية، لا سيما أن هناك دولا دائمة الهجوم على مصر بين الحين والآخر وهي ضربة لتلك الجماعات الإرهابية. معتبرا توجيه مصر ضربة جوية لمعسكرات الجماعات الإرهابية بأنها تأتي في إطار استراتيجية مصر لضرب تلك الجماعات خارج الوطن وفي المنبع.وقال رئيس الهيئة الوطنية لتنظيم الإعلام، مكرم محمد أحمد إن خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي جاء كاشفاً ومعبراً عن أن مصر عازمة على مواصلة مكافحة الإرهاب، سواء بالداخل أو الخارج، مهما كلف الدولة من تضحيات وذلك حتى تشتد الدولة والمنطقة، وهو ما يتطلب تعاونا دوليا حقيقيا لمساندة مصر في حربها على الإرهاب لا سيما أنه لا معنى أن تحارب الإرهاب ثم تأتي دولة ما تدمر أي تقدم مصري في هذا الشأن، في إشارة إلى بعض الدول التي تساند وتدعم الجماعات الإرهابية، وتسعى إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة.وأضاف مكرم أنه يتعين على أجهزة الدولة والشعب معا اليقظة للإرهاب الذي يضرب مصر، وأشار إلى أن الحرب التي تقودها مصر في مكافحة الإرهاب أصبحت محل تقدير المجتمع الدولي، مطالبا في الوقت ذاته المجتمع الدولي بمعاقبة الدول التي ترعى الإرهاب وتدعم جماعاته.بدوره قال الخبير بشؤون الجماعات الإرهابية والقيادي السابق بجماعة الإخوان ثروت الخرباوي إن مصر بدأت المواجهة الفعلية للإرهاب خارجيا بتوجيه الضربة الجوية الثانية، وذلك لحماية الشعب والأرضي المصرية، وأشار إلى أن مصر بدأت تكشر عن أنيابها للإرهابيين. وتوقع الخرباوي أن تشهد الفترة المقبلة حربا واسعة ضد الإرهاب ستطول دول الجوار المصري، لا سيما بعد أن طالب الرئيس السيسي في خطابه المجتمع الدولي بتنفيذ استراتيجية مكافحة الإرهاب التي أقرها مؤتمر القمة الأمريكية - العربية الإسلامي في الرياض الذي عقد مؤخرا، وضرورة معاقبة الدول الداعمة للإرهاب بالمال والسلاح. فيما اعتبر النائب البرلماني مصطفى بكري التحرك وتوجيه ضربات جوية لمعسكرات إرهابية خارج الحدود بأنه التحرك الطبيعي لمصر في مواجهة أعدائها، مشددا على ضرورة تضافر كل الجهود السياسية في الداخل، لمساندة الدولة لمصرية والقوات المسلحة في حربها على الإرهاب.
مشاركة :