ديفيد لويز: خاطرت بالعودة إلى بلد لم يكن سعيداً بوجودي

  • 5/28/2017
  • 00:00
  • 14
  • 0
  • 0
news-picture

كان المدافع البرازيلي ديفيد لويز هو من تطوع من تلقاء نفسه وذكر للمرة الأولى كلمة «مخاطرة» عندما كان يتحدث عن عودته لتشيلسي من نادي باريس سان جيرمان الفرنسي. وكان لويز في ملعب «ستامفورد بريدج» يوم الأحد الماضي يجري مقابلة صحافية باللغة الفرنسية مع ويليام غالاس بعد مواجهة سندرلاند، بينما كان زملاؤه في الفريق يحتفلون بالحصول على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز، وكانت الميدالية الذهبية التي حصل عليها تزين عنقه، عندما تطرق اللاعب البرازيلي لعودته من نادي باريس سان جيرمان إلى تشيلسي مرة أخرى. وتم الحديث عن النقطة نفسها مرة أخرى في ملعب تدريب «كوبهام» الخاص بنادي تشيلسي يوم الخميس الماضي، لكن هذه المرة لم يكن لويز يتحدث وهو يبتسم كما كان الحال مع غالاس، لكنه كان يتحدث بحدة وغضب، وربما يكون هناك ما يبرر ذلك. وعندما سئل المدافع البرازيلي عن السبب الذي يجعله يرى أنه كانت هناك مخاطرة أو مغامرة في عودته مرة أخرى إلى تشيلسي، رد قائلا: «إذا كنت تريد أن أكون صريحا معك، يجب أن تكون صريحا معي. وأنت بالطبع تعرف السبب، فقد كنت أفوز بكل شيء في باريس. قضيت هناك عامين وحصلت على جميع البطولات في فرنسا، وكنت أعيش حياة عظيمة، وأتمتع بمصداقية كبيرة مع النادي، وكان لدي كل شيء». وأضاف: «لكن بعد ذلك، غامرت بالعودة إلى البلد الذي لم يكن سعيدا بوجودي، وإلى المكان الذي أتعرض فيه دائما لانتقادات كثيرة حتى بعد الفوز بدوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي، أو حتى بعدما أشارك في جميع المباريات مع فريقي. هذا هو السبب الذي جعل الأمر يحمل قدرا كبيرا من المغامرة والمخاطرة، لكنني أحب المغامرة. وإذا لم تغامر في حياتك – في عملك وفي حياتك اليومية – فلن تشعر مطلقا بأي شيء جديد؛ لذا قررت خوض تجربة جديدة. أنا لا أحب أن أبقى دائما في حياة مريحة وسهلة، لكني سعيد الآن لأنني اتخذت القرار الصحيح». وفي الحقيقة، لا يوجد أدنى شك فيما قاله لويز، فهو لاعب يبحث دائما عن الفوز، وخير دليل على ذلك أن حصوله على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز مع تشيلسي هذا الموسم يعني أنه قد حصل على لقب الدوري في كل من البرتغال وفرنسا وإنجلترا، ليضاف ذلك إلى سجله الحافل بالحصول على دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي خلال أول ثلاثة مواسم ونصف قضاها في تشيلسي. ويعتز المدافع البرازيلي كثيرا بلقب كأس الاتحاد الإنجليزي الذي حصله عليه تشيلسي عام 2012 بعد الفوز في المباراة النهائية على ليفربول بهدفين مقابل هدف وحيد، رغم أن لويز قد غاب عن تلك المباراة بعد إصابته في مباراة الدور نصف النهائي. وبعد تلك المباراة بوقت قصير، شارك لويز في المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا أمام بايرن ميونيخ الألماني وهو لا يزال يعاني الإصابة ويشعر ببعض الألم. في الحقيقة، يملك المدافع البرازيلي سجلا حافلا بالبطولات والألقاب، لكن كان كثيرون يشككون في الأخبار التي تم تداولها في شهر أغسطس (آب) الماضي والتي كانت تشير إلى عودته مرة أخرى من فرنسا. وهنا يكمن مصدر الإحباط الذي يشعر به ديفيد لويز. فربما تكون الحياة في فرنسا مريحة وناجحة، لكن الخطر الحقيقي الذي كان يواجهه اللاعب كان يتمثل في كيفية استقباله لدى عودته مرة أخرى إلى إنجلترا، حيث يرى كثيرون أنه ما زال اللاعب الرائع نفسه الذي يرتكب بعض الأخطاء والذي انتقل إلى نادي العاصمة الفرنسية مقابل 48 مليون جنيه إسترليني عام 2014. وكان المدير الفني لتشيلسي أنطونيو كونتي يجوب الدوري الإيطالي الممتاز بحثا عن مدافع صلب يمكن الاعتماد عليه، لكنه لم يجد لاعبا بنفس مواصفات وقدرات لويز؛ لذا قرر إعادته. ومع ذلك، أثبت المدافع البرازيلي أن المشككين في قدراته كانوا مخطئين وقدم أداء رائعا مع فريقه هذا الموسم. صحيح أنه استفاد من اعتماد كونتي على ثلاثة لاعبين في الخط الخلفي؛ وهو ما جعله يلعب بحرية أكبر ويبني الهجمات من الخلف للأمام بفضل قدراته الجيدة في الاستحواذ على الكرة، لكنه لم يرتكب الأخطاء السهلة التي كان يتحدث عنها المشككون. وبات من النادر أن نراه يخطئ هذه الأيام – رغم أنه أخطأ أمام مانشستر يونايتد على ملعب «أولد ترافورد» عندما تألق ماركوس راشفورد في المباراة، إلا أن أخطاءه باتت قليلة للغاية – وهو ما جعل لويز يشعر بالغضب عندما يتحدث البعض عن هفواته القاتلة. وقال كونتي: «سمعت الكثير من الأشياء السيئة عندما عاد، وقال البعض إنه ليس مدافعا. لكننا كنا متأكدين من أننا تعاقدنا مع لاعب جيد للغاية ويمكننا إعادته إلى مستواه مرة أخرى لكي يصبح أحد أفضل المدافعين في أوروبا، وأتمنى أن يكون في العالم. لديه أسلوب رائع في اللعب، علاوة على أنه يتسم بالقوة وقادر على بداية الهجمات من الخلف، ولديه الشخصية التي تجعله قادرا على القيام بذلك». لقد تغير لويز كثيرا بعد الفترة التي قضاها في فرنسا. صحيح أنه كان دائما لديه الحافز والرغبة في الفوز، لكن مستواه تطور كثيرا في باريس سان جيرمان، فقد عاد أكثر نضجا من ذي قبل. وبعدما كان معروفا عن لويز أنه كثيرا ما يمزح في غرفة خلع الملابس، فقد أصبح هذه الأيام بمثابة المحفز والقائد لزملائه بالفريق. ولعب لويز دورا كبيرا في تأقلم لاعب خط وسط الفريق الفرنسي نغولو كانتي مع زملائه. ورغم اختلاف الشخصية الواضح بين اللاعبين، فإن لويز (30 عاما) رأى أنه مسؤول عن أن يجعل كانتي يشعر وكأنه في بيته. وبعدما كان كثيرون في تشيلسي قلقين من رغبة ديفيد لويز الدائمة في الانتقال إلى برشلونة، أصبح اللاعب الآن أكثر استقرارا من ذي قبل. وقال لويز: «إذا كنت تريد الحديث عن الأموال، فقد تنازلت عن جزء من راتبي لكي أعود إلى هنا. لكن لا بأس، فقد منحني الله الكثير، ولذا فأنا سعيد بذلك. وإذا سألتني السؤال المعتاد: هل عدت مختلفا؟ فأعتقد أنني أحاول أن أكون أفضل كشخص وكأخ وكابن وكصديق كل يوم». وأضاف اللاعب البرازيلي الدولي: «إذا لم تفكر بهذه الطريقة وإذا لم يكن لديك الرغبة في التعلم، فسيأتي اليوم الذي يسبقك فيه الجميع، لذا فأنا أحاول أن أطور من نفسي كل يوم. تحدثت مع كونتي في اليوم الذي وصلت فيه إلى هنا، وهو شخص عظيم يمتلك شخصية رائعة ويعمل باحترافية شديدة ويعشق كرة القدم، وحاول أن يوضح لي الفلسفة التي يعتمد عليها في كرة القدم، وقال لي: أنت اللاعب الذي أريد أن يكون في فريقي وأن يعمل على تحسين أداء الفريق. لذلك رددت عليه قائلا: سوف أعمل بكل جد من أجلك ومن أجل الفريق. وهذا ما حدث. أنا أعمل بكل قوة منذ بداية مسيرتي في عالم كرة القدم، وليس سهلا أن تلعب عشر سنوات متتالية في أندية كبيرة، وأنا أحاول تقديم الأفضل كل موسم». لقد ساعد المدافع البرازيلي الدولي نادي تشيلسي على حصد البطولات من جديد بعدما كان الفريق يحتل المركز العاشر في جدول ترتيب المسابقة الموسم الماضي. وعن ذلك قال لويز: «هل تعتقدون أنني الساحر الذي قلب الأمور رأسا على عقب؟ لا، ليس الأمر كذلك بالطبع. فقد حصل الفريق على لقب الدوري الممتاز قبل عامين أيضا. الموسم الماضي لم يكن جيدا بالنسبة لتشيلسي، لكن خلال الموسم الحالي قدمنا أداء جيدا منذ البداية، ولست أنا السبب الوحيد، ولكن الجميع كان له دور في ذلك، فضلا عن الالتزام والرغبة والعقلية التي كنا نخوض بها جميع المباريات. وهذا هو السبب الذي يجعلنا نستحق الحصول على اللقب». وخلاصة القول، لو كانت عودة ديفيد لويز محفوفة بالمخاطر، فإن المغامرة التي خاضها قد أتت ثمارها على أكمل وجه.

مشاركة :