تنوع وتبادل الأدوار بين مذيعي عدد من القنوات الفضائية العربية الذي سنشهده في رمضان هذا العام -برأيي- أنَّه أمر صحي وجيد، أرجو أن يصبَّ في مصلحة المشاهد والمحتوى معاً، مع الاستفادة المادية التي يستحقها كل زميل إعلامي سعودي أو عربي ناجح ومُثابر، هذا الانتقال لم نتعود عليه بهذه الكثرة والغزارة في موسم واحد، وهو يشبه إلى حد كبير انتقال لاعبي كرة القدم المُحترفين من فريق إلى آخر -عدا- جزئية المعجبين من متابعي هذا النجم، فمن المنتظر أن يكونوا جمهوراً جديداً محتملاً للمحطة الجديدة، بعكس ما يحدث عند مشجعي الأندية. لن أتحدث عن الأسماء والفضائيات فالمشاهد يتابع، وهو الحكم في النهاية لفرز ما يقدم، وتقييم خطوات الانتقال بين المحطات وهل كانت خيارات صائبة، برأيي أن المذيعين المنتقلين حديثاً بين الفضائيات العربية أمامهم طريقان للعمل، إمَّا بتكرار الأسلوب والطريقة التي نجحوا بها في قنواتهم (الأم) السابقة، وهذا يعني أنَّهم اعتلوا (منصة جديدة) فقط، للبحث عن انتشار أوسع ومشاهد جديدة، بمحتوى سابق اشتهروا به ولا أعرف أصلاً هل هم يملكون الحق الأدبي والإعلامي لمنافسة محطاتهم الأصلية بذات المحتوى والفكرة، أمَّا الطريق الثاني فهو ابتكار (برامج جديدة) بأسلوب مختلف ومتجدد، مع الحفاظ على الكاريزما والطبيعة التي نجح بها المذيع، وفي هذا تحد جديد، ومغامرة تستحق المتابعة والتقييم، لأن النجاح يصنع بالتعب والمثابرة والجهد والإقناع، وليس بتكرار المحتوى والفكرة وكأنها (بيضة ديك). النوع الثالث من الانتقالات بين المذيعين على الفضائيات، هو انتقال (المؤدي), وأعني هنا انتقال المذيع لتقديم برنامج قائم وناجح وله جمهوره لمذيع سابق، وهذا -برأيي- انتقال (غير احترافي) يفقد به المذيع الناجح (جمهوره)، لأن الجمهور لا يحب أن يكون مذيعه المفضل مجرد (مؤدٍّ) يردد أغاني غيره ويجلس على كراسي نجاحاتهم، بل هو يريده فناناً يطرب بكلماته الخاصة التي يشدو بها، وبألحان تسمع (للمرة الأولى) بعيداً عن طريقة الاستعانة (بفتاة جميلة) لتقديم النشرة الجوية. نحن في بداية الشهر، وأنا متأكد أنه لن ينتهي إلا بسقوط البعض أو خسارتهم على أقل تقدير، وبزوغ نجم آخرين -لأن ذائقة المتلقي العربي- لم تعد تطيق المزيد من (الاحتمال والمجاملة). وعلى دروب الخير نلتقي.
مشاركة :