شنت القوات العراقية أمس السبت (27 مايو/ أيار 2017) عملية عسكرية لاستعادة ما تبقى من الأحياء التي لا تزال تحت سيطرة تنظيم «داعش» في الجانب الغربي لمدينة الموصل. ويعد هذا الهجوم الأخير في المعركة المستمرة منذ أكثر من سبعة أشهر لاستعادة الموصل من تنظيم «داعش». وقال قائد عمليات «قادمون يا نينوى» الفريق الركن عبد الأمير رشيد يار الله في بيان «على بركة الله انطلقت جحافل القوات المشتركة لتحرير ما تبقى من الأحياء غير المحررة في الساحل الأيمن (الغربي)». وأوضح أن «قوات الجيش اقتحمت حي الشفاء والمستشفى الجمهوري، وقوات الشرطة الاتحادية اقتحمت حي الزنجيلي، وقوات مكافحة الإرهاب اقتحمت حي الصحة الأولى». ونعت العمليات المشتركة ضابطين من فرقة المشاة الـ 16 برتبة عقيد خلال عمليات التقدم. وتحيط هذه الأحياء الثلاثة بالمدينة القديمة من الجهة الشمالية الغربية. وبذلك التقدم من المحور الشمالي، ستطبق القوات العراقية التي تخوض معارك شرسة الخناق على الإرهابيين في المدينة القديمة حيث من المتوقع أن يستخدم تنظيم «داعش» كل إمكاناته العسكرية. بدوره، قال قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت إن «قطع الشرطة الاتحادية والفرقة الذهبية والجيش اقتحمت منطقة الزنجيلي واجتازت شارع الجسر الثالث من شمال الزنجيلي باتجاه الموصل القديمة». واستخدمت قوات الشرطة المتمركزة في المحاور الجنوبية والشمالية صواريخ غراد والمدفعية في هجومها، في حين استهدف الطيران المسير مقرات الإرهابيين ودفاعاتهم في باب الطوب وباب جديد والفاروق والزنجيلي. ونشرت السلطات قوات خاصة لإخلاء المدنيين ومساعدتهم في الخروج من مناطق الاشتباك. وأضاف الفريق جودت «قواتنا قادرة على حسم معركة المدينة القديمة واستعادة جامع النوري. داعش يفقد سيطرته على المناطق الحيوية القريبة من الحدباء». وألقت طائرات القوات العراقية مطلع الأسبوع مئات الآلاف من المنشورات على المناطق في الجانب الأيمن للموصل تحض «المواطنين على الخروج من خلال ممرات آمنة باتجاه القوات الأمنية». لكن «سايف ذا تشلدرن» غير الحكومية عبرت عن قلقها إزاء دعوة المدنيين للمغادرة لأنهم قد يتعرضون إلى مخاطر إضافية. من جانب آخر، صرح أبو مهدي المهندس من قيادة عمليات الحشد الشعبي أمس (السبت) بأنه تم تسليم قرية كوجو الإيزيدية المحررة جنوبي سنجار إلى الإيزيديين بعد أن تم تحريرها بالكامل من سيطرة تنظيم «داعش» جنوبي سنجار شمال غربي الموصل. وقال المهندس في تصريح صحافي وزع أمس: «نشعر بفرح وحزن لتحرير هذه القرية التي تعرضت لقتل جميع أبنائها على أيدي تنظيم داعش وأن قوات الحشد تمكنت من تحرير القرية بمساندة المقاتلين الإيزيديين». وذكر أن «الحشد والقوات الأمنية وبإسناد من طيران القوة الجوية وطيران الجيش حرر قرى تل قصب وتل بنات وبعض القرى الإيزيدية وأن قرية كوجو هي رمز المأساة الإيزيدية». وأوضح أن «قوات الحشد سلمت رسمياً أمس قرية كوجو الإيزيدية إلى أهلها الإيزيديين وهي الآن بحماية مقاتليهم و قوات الحشد سيوفر لهم الحماية متى يحتاجونها لمنع تكرار مأساتهم في المستقبل». وتمكنت ألوية وقوات الحشد الشعبي في إطار عملية تحرير قضاء البعاج من تحرير قرى إيزيدية تقع جنوبي قضاء سنجار المجاور لقضاء البعاج الذي يشهد حالياً معارك متواصلة لليوم الثالث على التوالي.
مشاركة :