شدد استشاري و رئيس قسم الغدد الصم و السكري بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني بالرياض الدكتور يوسف الصالح على أهمية تضافر الجهود التوعوية لإدارة مرض السكري في المملكة خلال شهر رمضان المبارك، لجعل الصيام أكثر أماناً وصحة لمرضى السكري. وأكد د. يوسف أن السكريات تعتبر الآن العدو الأول للصحة وليست الدهون ، حيث تتجه المنظمات الصحية الدولية والإقليمية والدول للتوعية بخطورة تناول السكريات بكثرة. و قال بأن السكري مرض مزمن ليس له علاج نهائي حاليا و يجب العمل على الوقاية منه و منعه في المقام الأول قبل حدوثه. فالنوع الثاني من السكري يوجد لدى 96 % من مرضى السكري وسببه الأول هو السمنة.. و يمكن خفض نسبة الإصابة به لدى الأشخاص المعرضين له بالعمل على إنقاص الوزن . كما يجب تعلم التعايش مع المرض بالطرق المثلى و منع مضاعفاته لدى المصابين به خاصة على الكلى و شبكية العين والأطراف والقلب من الحدوث. ونصح الدكتور يوسف مريض السكري بزيارة الطبيب المعالج قبل شهرين أو ثلاثة أشهر من حلول شهر رمضان المبارك للحصول على التوجيه والحصول على التوصية الأولى و الأهم و هي إمكانية و قدرة المريض على الصيام من عدمه، ويتبع ذلك الحصول على النصائح الضرورية لصيام بدون مشاكل طبية. وأشار خلال محاضرة توعوية نظمها التحالف الدولي للسكري أن دراسة حديثة قسمت مرضى السكري إلى 3 فئات حيث تواجه الفئة الأولى خطورة بالغة (عالية جدا) وهؤلاء يجب عليهم عدم الصيام مطلقا، فيما قد تعاني الفئة الثانية من خطورة عالية و يجب عليهم كذلك عدم الصيام و الفئة الثالثة لديهم خطورة متفاوتة من بسيط إلى متوسط حيث يمكن لأفرادها صيام شهر رمضان دون مشاكل بعد استشارة الطبيب المعالج. وأوضح أن الفئة الأولى من المرضى الذين ترتفع نسبة الخطورة لديهم حال الصيام تضم (15) حالة و نوع من المرضى. ويأتي على رأس هذه القائمة مرضى السكري الذين دخلوا المستشفى قبل (3) أشهر من رمضان بسبب هبوط السكري، وكذلك تضم القائمة المرضى الذين يعانون من عدم استقرار حالتهم الصحية من خلال ارتفاع يصل 300 ملجم و ما فوق أو هبوط يصل ما دون 70،، وكذلك المرضى الذين يعانون من الفشل الكلوي المتقدم أو هبوط وظائف القلب ينصحون بعدم صيام شهر رمضان بسبب الخطورة العالية على صحتهم والتي قد تصل إلى الوفاة لا سمح الله. و قال إن المرضى الذين يعانون من الفشل الكلوي قد يعانون من الجفاف بسبب الصيام لمدة 16 ساعة أو أكثر مما قد يشكل خطراً على صحتهم بسبب الاضطرابات التي قد تحدث في الدم مثل نقص أو زيادة البوتاسيوم و الصوديوم، و تضم قائمة الممنوعين من الصيام المرضى الذين يعانون من هبوط متكرر في السكر ونقص الإحساس بهبوط السكري مشيراً إلى هؤلاء يتناولون في اليوم العادي أغذية كل ساعتين تحميهم من مخاطر الهبوط ، فيما يتعرضون أثناء الصيام للهبوط الحاد بسبب تناولهم الإنسولين مع عدم تناول سعرات مناسبة خلال فترة الصوم. واستعرض دكتور الصالح التحديات الرئيسة المرتبطة بعلاج مرض السكري خلال شهر رمضان، إلى جانب الحاجة الملحة لرفع الوعي بكيفية الصيام الأمثل هناك حاجة لاتباع التالي فيما لو سمح الطبيب المعالج للمريض بالصيام: تعويض نقص السوائل أثناء الصيام خلال ساعات الإفطار ، والحذر من تناول الأغذية الغنية بالسعرات الحرارية العالية جدا و التي قد يتناولها المريض خلال الشهر الفضيل المعروف للأسف بموائد الطعام المتعددة المليئة بالمقليات و السكريات، والحصول على النصائح المناسبة لتعديل نوعية أو جرعات أدوية السكري سواء كانت الأقراص المخفضة للسكري أو الأنسولين . وقياس السكري أثناء الصيام أثناء النهار و الإفطار فورا حال نزول سكر الدم إلى ما دون السبعين 70 ملجم حتى بدون وجود أعراض للنزول و التي يجب أن يعرفها كل مريض بالسكري. ونوه بالجهود التي يقوم بها التحالف الدولي للسكري وهو اتحاد تطوعي وغير ربحي ويضم أعضاء من دول عديدة حول العالم في توعية المرضى لإدارة المرض خلال شهر رمضان من خلال تكثيف جهود التوعية، لافتاً إلى مبادرة للاستعانة بأئمة المساجد لنشر الوعي الصحي. من جانبه قال الدكتور محمد حسنين رئيس التحالف الدولي للسكري ورمضان إلى إنه من المهم للأخصائيين العاملين في الحقل الطبي التواصل بشكل وثيق جداً مع مرضاهم، وتثقيفهم حول المخاطر المحتملة المرتبطة بالصوم.
مشاركة :