قال الشاعر :شكوت وما الشكوى بمثلي عادةولكن تفيض العين عند امتلائهاهناك عبارة تقول (الشكوى لغير الله مذلة) ونحن في هذا المقال سوف نشكي إلى الله شركة التأمين المسؤولة عن تطبيق نظام التأمين الصحي عافية الذي كتبنا مرارا وتكرارا ومرارا عن تعاملها السيئ مع المتقاعدين وتحايلها على القانون حتى تتمكن من تسديد فواتير العلاج المستحقة وبذلك تحقق ربحا فاحشا على حساب معاناة المتقاعدين الذين يشكون مر الشكوى من تلاعب هذه الشركة وتقصيرها الشديد في تغطية الفواتير وترك المتقاعدين المرضى يتحملون مصاريف علاجهم ونحن هنا لا نتجنى على مافيا شركة التأمين التي تطبق نظام عافية ولكن سوف تكشف الأدلة معاناة أحد المتقاعدين وهي معاناة لازالت تداعياتها مستمرة في هذا الشهر الفضيل.قبل أيام كتبت عن صديق تعرض لحادث مروري أمام مبنى إدارة الهجرة في محافظة الأحمدي وقد طلب مني أن أتقدم بالنيابة عنه بالشكر والامتنان لرجال الأمن وأيضا الإسعاف والكادر الطبي في مستشفى العدان وقد تلقى العلاج اللازم ولكن كان هناك حاجة لاستكمال العلاج نظرا للآلام المبرحة التي يصعب تحملها وقد نصحه أحد الأصدقاء بالتوجه إلى أحد المستشفيات الخاصة وتم إجراء الفحوصات اللازمة والدخول إلى المستشفى.كانت حالته الصحية حرجة وبحاجة إلى إجراء عملية نتيجة كسور وتمزق في الرباط الصليبي في الركبة وقد تم بالفعل إجراء العملية الجراحية التي استغرقت 4 ساعات وكان المفروض أن يمكث في المستشفى أسبوع على الأقل حتى يتمكن من الخروج من المستشفى بشكل آمن ولا يتعرض لمضاعفات مابعد العملية الجراحية .إن الماساة والمعاناة بدأت من توقف شركة التأمين عن تحمل مصاريف العلاج بعد يومين فقط من العلاج وفي اليوم الثالث طلبت منه إدارة المستشفى تحمل الفاتورة وقد دفع بالفعل مصاريف اليوم الثالث وأيضا كانت هناك مفاجأة من العيار الثقيل أثقلت كاهل صديقي المتقاعد فقد طلبت منه إدارة المستشفى تسديد فاتورة التخدير التي وصلت إلى 130 دينار لأن شركة التأمين لاتغطي فاتورة التخدير وهي مهزلة ومصيبة بالشركة لا تحمل مصاريف التخدير وكأنها تريد أن تجري العمليات بدون تخدير وهو تصرف لا يقره عقل ولا دين الاستهتار واضح بصحة المتقاعدين ونصب واحتيال.عندما غادر المريض المستشفى وذهب إلى البيت عاودته الآلام المبرحة ولأنه متقاعد من القطاع النفطي فقد ذهب إلى مستشفى شركة الأحمدي وقد تم في قسم الطوارئ إعطاءه مسكنات فقط وإجراء الأشعة له وعندما طلب السماح له بدخول المستشفى حتى يكون تحت الملاحظة رفض الطبيب وقال له أن حالته بسيطة ولاتستدعي دخوله المستشفى وقد غادر المريض مستشفى الشركة وبعد عدة ساعات عاودته الآلام ورجع إلى مستشفى الشركة ولكن لا حياة لمن تنادي رغم خطورة الحالة ووجود أسرة في المستشفى ولكن هناك بعض الأطباء يفتقرون للحس الإنساني.اضطر المريض للذهاب إلى المستشفى الذي أجرى له العملية ونظرا لسوء حالته اضطر إلى دخول المستشفى مرة أخرى وهنا لنا وقفة مع شركة التأمين التي كشفت وجهها القبيح وافتقادها إلى ذرة إحساس أو إنسانية عندما رفضت تحمل فاتورة دخول المريض المستشفى وإلى تاريخ كتابة هذا المقال لازال صديقي المتقاعد يتلقي العلاج في المستشفى على نفتقه الخاصة رغم أن ما تم صرفه عليه من المبلغ المغطى وهو 16ألف دينار فقط 3 آلاف دينار ولكن لأن الشركة تتاجر بمعاناة المتقاعدين وتستولي على المبالغ المخصصة لهم فهي ترفض دفع الفواتير المستحقة بل أن صديقي اكتشف أن الشركة دفعت لمستشفى خاص 500 دينار رغم أنه لم يتلق أي علاج في ذلك المستشفى مما يؤكد تلاعب الشركة والفواتير وبطرق ملتوية.لا يسعني أمام هذه المعاناة والمواساة لمواطن كويتي كفل له الدستور مجانية العلاج ويجد نفسه مضطرا لدفع فاتورة العلاج التي تقدر بالآلاف رغم وجود تأمين عليه من شركة تأمين والذي يطلق عليه عافية وهو اسم يتناقض مع معناه فليس هناك عافية مع نظام عافية بل معاناة ومايزيد تلك المعاناة أن مستشفى شركة النفط المسجل فيه صديقي المتقاعد يرفض ادخاله المستشفى لأسباب واهية وكأن الطبيب سوف يدخله الجنة.ختاما نناشد وزير الصحة د. جمال الحربي ولانشكو إليه فالشكوى لغير الله مذلة أن ينظر بعين الاهتمام والاعتبار لهذه الحالة الإنسانية التي أنا شخصيا عانيت منها فقد رفضت هذه شركة التأمين عافية تغطية تحاليل طبية لا يتجاوز سعرها 80 دينار وطلبت مني دفع نصف المبلغ وقد رفضت التحاليل ولذلك لا أستغرب ما حدث لصديقي المتقاعد وكل المتقاعدين الذين يواجهون مشاكل ومعاناة حقيقية مع هذه الشركة التي هي ليست عافية بل مافيا ونطالب الوزير بالتحقيق في هذه الحالة الإنسانية وإعادة النظر في عقد التأمين الصحي معها نظرا للفشل الذريع للشركة.أيضا نناشد أعضاء مجلس المعازيب والأكاذيب ونبارك لهم عودة حفنة الجناسي التي لا تزيد عن أصابع اليد الواحدة وأقامت المعارضة الدنيا ولم تعقدها لدرجة استجواب سمو رئيس الوزراء فهل يتحرك أحد من هؤلاء لانصاف متقاعد لازال يرقد في المستشفى ويتحمل فواتير علاجه التي لا يعلم إلا الله كيف سيدفعها في بلد الإنسانية والصندوق السيادي الذي يتجاوز رصيده 600 مليار دولار وتصنيف قوي للاقتصاد هو Aa2 من شركة موديز وأيضا نحن في شهر الخير رمضان ويعيش بيننا من يعاني من المرض والفواتير الباهظة رغم وجود شركة تأمين وهمية اسمها عافية وكذلك وجود مستشفى لشركة النفط عاجز عن تحمل علاج مريض مسجل لديه.إن الكويت هي بلد العطاء خيرها لايغطي الكويت ولكن يغطي بقاع العالم من خلال صندوق التنمية والجمعيات الخيرية ولذلك مايحدث لصديقي المتقاعد الذي يرقد في أحد المستشفيات في حالة سيئة هو وصمة عار في جبين حكومة الكويت وكذلك مجلس الأمة الذي يمثل الشعب الكويتي فهل هناك رجل رشيد من الحكومة أو المجلس ينصف هذا المتقاعد ويجبر شركة التأمين على دفع فاتورة العلاج وإنهاء هذه المعاناة التي تتحمل مسؤوليتها شركة التأمين التي تتاجر بمعاناة المتقاعدين وأيضا مستشفى شركة النفط الذي يرفض إدخال المريض المستشفى لأسباب واهية وهو تصرف غير إنساني ولا يقبله منطق أو عقل سليم.أحمد بودستور
مشاركة :