كانت المرة الأولى التي رأيت فيها الدكتور عبدالعزيز الخويطر في دارة المرحوم الأستاذ عبدالله عبدالجبار.. كان حديثه يدور حول تقاليد وعادات بادية نجد والحجاز، كنا كالتلاميذ نصغى إلى حديثه العذب، سمعنا منه ما لم نسمعه من قبل، كان حديثه شيقا ويجذبك إليه فتشرئب إليه الأعناق.. وفوق هذا وذاك كان يموج حديثه بأبيات من الشعر وبعض النكات!! كان الوقت يمر سريعا وحديثه العذب لم ينقطع، ورغم ذلك كان شديد الاهتمام بمن يشاركه الحديث مبديا له الاهتمام، وفجأة رأيته وكأنما يسأل صديقه الدكتور جعفر لبني: هل حان موعد الرحلة الذي سنسافر عليها إلى الرياض!! وتمر الأيام ويفاجئني معاليه بخطاب، بعد أن بعثت إليه بكتابي الذي أصدرته مؤخرا تحت عنوان «ذكريات دبلوماسي»، ليقول فيه: «وإنني إذ أقدر هذه اللفتة الأخوية، لأهنئكم على رسم صورة صادقة عن حياة عشتها وكشفت عما يحيط بها من صعوبات وما يأتي منها من فوائد. وكتابة المذكرات أمر أحبذه؛ لأن فيه التاريخ الصادق، والصورة الصحيحة للمجتمع الذي عاش فيه صاحب المذكرات»، ثم يقول: «إنك تظلمه عندما تقول عنه (كتيبا) إن المحتوى يجعله كتابا ثمينا. وفقك الله إلى.... الإمضاء.. وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء». رحمك الله أخي عبدالعزيز الخويطر، وأنت في خاطري وفي نفسي ما حييت أبدا، ودعائي لك بأن يسكنك الله فسيح جناته.. جنات النعيم. «إنا لله وإنا إليه راجعون». محمود عمر شاولي وزير مفوض متقاعد بوزارة الخارجية
مشاركة :