التكنولوجيا تحول حياة البشر اليومية إلى مجتمعات رقميةخلق إدمان البشر على كل أدوات التكنولوجيا الحديثة مجتمعات رقمية تحاول مسايرة التطور التقني الكبير، ولكنها في المقابل تنصهر شيئا فشيئا داخل هذه الموجة من التطور، حيث استغل المطوّرون شغف البشر بالتكنولوجيا وجعلوا الذكاء الاصطناعي يسطّر بعض الفصول من حياتهم اليومية وفق أهوائه.العرب [نُشر في 2017/05/29، العدد: 10647، ص(12)]برمجة العادات اليومية رقميا لندن- يعمل العديد من عمالقة التكنولوجيا على دمج تقنية الذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية، فيما يعكف بعض المطورين على تطوير برمجيات قادرة على تغيير البعض من عادات البشر اليومية. وظهرت مشاهد من هذا التدخل في الحياة اليومية للبشر من خلال إنترنت الأشياء، حيث تم إطلاق، قبل شهر رمضان بمدة قصيرة، مجموعة من التطبيقات المبرمجة لمساعدة مستخدميها على الإلمام بمواعيد الإفطار والإمساك ومعرفة البرامج والمسلسلات الرمضانية وأوقات بثها، بالإضافة إلى المساعدة على الطهي. كما أطلقت شركة نوماديك كابيتال ليمتد ومقرها بدبي أول تطبيق إماراتي متميز ومتكامل لتنظيم المناسبات والأحداث بمناسبة شهر رمضان. وتصف الشركة التطبيق بأنه أداة فعّالة ومثالية لأي نوع من المناسبات والحفلات، مثل اللقاءات الجماعية والنزهات الخارجية والحفلات المنزلية أو حتى جولات السفر واستئجار القوارب واليخوت وغير ذلك، إلى جانب أنه يعتبر مثاليا لمنظمي الإفطار والسحور. ويساعد التطبيق المستخدمين على استحداث وتنظيم المناسبات وإرسال الدعوات إلى قائمة محددة من المدعوين، والأهم هو جمع التكاليف الخاصة بالمناسبة من خلال بوابة دفع عبر التطبيق. ويمكن أن يستخدم هذا التطبيق في أي أنواع المناسبات، بدءا من الحفلات المنزلية وصولا إلى شراء هدية لصديق. وفي هذا الإطار يذكر أن خدمة بث المحتوى التلفزيوني ستارزبلاي تعاونت مع شركة أوبر إيست، الرائدة في توصيل وجبات الطعام لتمنح أمسية منزلية رائعة تمزج بين مشاهدة أجمل المسلسلات التي تعرض خلال شهر رمضان وبين تناول أشهى الوجبات والأطباق.فابيلوس يساعد مستخدميه على تجاوز خمسة تحديات يومية أساسية منها صعوبة الاستيقاظ تغيير العادات اليومية حاول العديد من المطورين الاستفادة من تعلق البشر بالمجتمعات الرقمية والتعديل من بعض عاداتهم، حيث طور شابان تونسيان مؤخرا تطبيقا قادرا على تغيير عادات مستخدميه اليومية علما وأن عملاق التكنولوجيا غوغل ضمّ هذا التطبيق إلى منصته غوغل بلاي ستور. ووفقا لتقييم عدد من مستخدمي هذا التطبيق الذي تجاوز 142 ألف مستخدم، يعد فابيلوس وهو اسم التطبيق أحد أشهر تطبيقات التحفيز الذاتي لبدء حياة جديدة، إذ حلّ هذا التطبيق في قائمة 2017 لأفضل خمسة تطبيقات بغوغل بلاي ستور، كما وضعته هذه المنصة ضمن قائمة اختياراتها التي تنصح بتحميلها. كما أثار فابيلوس ردود فعل إيجابية بين المستخدمين، لا سيما وأنه يحاول المساعدة على تجاوز خمسة تحديات يومية أساسية، أولها صعوبة الاستيقاظ الصباحي، والإحساس بالتعب، وغياب تخطيط صباحي محكم، وعدم وجود طاقة كافية للعمل ولو لخمس ساعات، وصعوبة النوم من حين لآخر، ومشاكل التركيز. ويقدم التطبيق لأجل ذلك عدة نصائح ومقاربة علمية وبرنامجا صحيا يتطور حسب الاستخدام. ولا تأتي المعلومات التي يوفرها هذا التطبيق في التغيير الإيجابي، بشكل اعتباطي أو تكون مجرد نقل لما يوجد في الإنترنت، بل تأتي من عمل داخل مركز للسلوك تابع لجامعة ديوك الأميركية، وهو المركز الذي يترأسه البروفيسور دان أريلي، صاحب الكتاب المشهور “توقع لا عقلاني”، ويعمل صاحبا التطبيق بالتنسيق مع الباحثين في هذا المركز للتأكد من أن محتوى التطبيق علمي وأن التقنيات التي يوّفرها تملك حقا مفعولا إيجابيا على المستخدمين. وكشفت شركة مايكروسوفت خلال مؤتمرها للمطورين في سياتل عن ابتكارات تكنولوجية جديدة تسمح باعتماد تقنية الذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية من خلال استخدام نظام الحوسبة المعلوماتية والإكسسوارات الموصولة به. وبحسب الشركة الأميركية، فإن جهودها تتركز على تحسين قدرات الآلات وتقنيات التعرف الصوتي والسماح للروبوتات بالتعرف على ما تراه. ولا تعد مايكروسوفت المجموعة الوحيدة التي تكثف الجهود في هذا القطاع، فهي تواجه منافسة محتدمة من عمالقة أميركيين آخرين، مثل أمازون وأبل وغوغل وآيي بي أم. ويقضي الهدف بجعل تقنية الذكاء الاصطناعي سائدة في الحياة اليومية للمستخدمين، لا سيما من خلال أتمتة المنازل وتحسين التبادلات بين المستخدم وتطبيقات المساعدة الصوتية العاملة على الهواتف الذكية وغيرها من الأجهزة اللوحية.اعتماد تقنية الذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية وقدمت مايكروسوفت في إطار هذا الحدث أدوات مخصصة لتجنب الحوادث في ورش العمل مع كاميرات تراقب الأعمال التي تجري فيها لإنذار العمال من خطر محتمل. وتُعرف منظومة هذه التكنولوجيات المرتبطة بخواديم وإكسسوارات موصولة بعيدة جدا عنها في أغلبية الأحيان بالكوكبة المعلوماتية “إيدج كومبيوتينغ”. وأشار المدير التنفيذي لمايكروسوفت ساتيا ناديلا إلى أن قرابة 500 مليون قطعة من هذه الإكسسوارات الموصولة تعمل اليوم بواسطة نظام التشغيل ويندوز 10 الذي تطوره المجموعة. وتضم برمجية أوفيس 365 نحو 100 مليون شخص يستخدمونها في بيئة عملهم كل شهر، في حين يلجأ 1400 مليون شخص إلى خدمة كورتانا للمساعدة الصوتية. حياة مثالية انطلاقا من فكرة حصول البشر على يوم مثالي وحياة بعيدة عن الضجيج ابتكرت شركة أميركية ناشئة، تتخذ من سان فرانسيسكو مقرا لها، جهازا فريدا يعد الأول من نوعه في العالم المزود بتكنولوجيا مضادة للاهتزازات والأصوات الناتجة عن الأجسام المحيطة، إذ أنه قادر على خلق منطقة هادئة منعزلة عن ضوضاء الجيران وضجيج الشارع وأبواق السيارات، ويتميز بسهولة تثبيته على أي أسطح نافذة أو جدار. ويعمل الجهاز على توفير ثلاث وضعيات للمستخدم وله أن يختار بينها، حيث يجهز منطقة خاصة صامتة مضادة للاهتزازات والأصوات الواردة من المحيط الخارجي. ومنطقة لنوم مريح بهدف تحسين جودة النوم والحصول على قسط وافر من الراحة والسكون. ومنطقة سرية من أجل إجراء حوارات وأحاديث هاتفية لا يسمعها أحد بالخارج. ويستطيع المستخدمون من خلال تطبيق خاص يتم تحميله على الهاتف الذكي، الوصول إلى 12 صوتا هادئا من ضمنها أصوات الطبيعة مثل رياح الشتاء أو صوت تدفق تيارات الأنهار أو البحار أو صوت نيران المخيم، بهدف ضبط الجهاز على أي صوت لخلق مساحة شخصية هادئة ومريحة تتخللها أصوات الطبيعة المحببة إلى النفس. وقالت الشركة إن التطبيق سيتم تحسينه وتعزيزه بإضافة العديد من الوضعيات الشخصية والأضواء سواء إل إي دي أو آر جي بي لتزيين الغرفة وخلق أجواء حالمة بعيدة عن أي مصدر إزعاج، بالإضافة إلى إمكانية الجهاز لتشغيل الموسيقى في جميع أرجاء الغرفة من الهاتف الذكي. وتنسيق مهام الأسرة بشكل جماعي بين كافة أفرادها ليس بالمسألة البسيطة، خصوصا للأسر التي يعاني أفرادها من ضغط العمل بصورة متواصلة، لذلك تم ابتكار تطبيق كالرو، الذي يتيح لهذه الأسر تنسيق وجدولة المهام بطريقة فعالة، وذلك عبر مشاركة الجميع في إنشاء الأحداث وتعيين المهام وإدارة قوائم التسوق، ومتابعة المناسبات الخاصة بالعائلة وغيرها. ويهدف التطبيق إلى تكوين مجتمع مصغر لأفراد العائلة بحيث يُمكنهم من خلاله مكافحة الفوضى وزيادة الإنتاجية وتحفيز الجميع على المساعدة في أداء المهام. ويعتبر التطبيق بمثابة مكان مركزي يُمكن من خلاله أن يرى مستخدمه ويخطط ويدير جميع أنشطة العائلة دون الاعتماد على العديد من التطبيقات.شركة فيسبوك تعمل على تحسين قدرات الآلات وتقنيات التعرف الصوتي والسماح للروبوتات بالتعرف على ما تراه ومن خلال التطبيق، ستكون بوسع المستخدم مثلا معرفة المهام التي يجب القيام بها ومن هو الفرد المكلف بذلك، كما يُمكنه الحصول على تنبيهات تذكير بالأحداث والمهام المرتبطة به. وفي حال عدم قدرة المستخدم على القيام بمهمة معينة، نظرا لازدحام مروري أو حدوث ظرف طارئ، يمكن أن تحول المهمة لأحد أفراد الأسرة مباشرة. ويُمكن من خلال التطبيق مشاركة قوائم التسوق والحاجيات اللازمة للمنزل ومزامنتها مع هواتف أفراد العائلة بحيث يُمكن للجميع رؤية هذه القوائم والتعديل عليها، كما يتيح التطبيق إمكانية تبادل الرسائل والصور مع أفراد العائلة. ومعنى أن يسلم البشر بهذا التدخل المبرمج في تسيير حياتهم اليومية لا ينفي وجود العديد من الهنات التي تدفع إما إلى اختراق خصوصياتهم أمام تزايد الجرائم الإلكترونية والثغرات الأمنية وإما تدفعهم إلى الخمول والانزواء. وأثبتت العديد من الدراسات إلى حد الآن أن البشر يعانون إدمانا تقنيا أصاب عددا كبيرا من مختلف الشرائح الاجتماعية، حتى أن آخر هذه الدراسات ذهبت إلى أن الهوس بالحياة التكنولوجيا وراءه جين بشري وراثي، حيث وجد علماء من جامعة كينت الأميركية أن تعلق الأشخاص بالشبكات الاجتماعية وهوسهم بالتواصل عبرها يعودان إلى عوامل وراثية بالدرجة الأولى. ووفقا للمشرفين، فإن هذه الدراسة تعد بداية لدراسات أعمق وأشمل في فهم التأثير الوراثي على الاتصالات وطرق التواصل الحديثة. وأوضح الباحث الذي أشرف على الدراسة تشانس يورك أنّ ثلثي استخدام الأشخاص لشبكة الإنترنت أو مختلف مواقع التواصل الاجتماعي يعزى إلى الصفات الوراثية، في حين تكون العوامل البيئية الفريدة والمشتركة مسؤولة عن باقي التفاوتات في الاستخدام. وكانت دراسات سابقة أشارت إلى أن الصفات الوراثية تؤثر على الطريقة التي نتواصل بها مع الآخرين، ولكن هذه الدراسة تظهر ما هو أبعد من ذلك، حيث تؤكد أن هذه العوامل تؤثر أيضا على سلوكياتنا على الإنترنت وليس في التواصل المباشر وجها لوجه فحسب. وأضاف يورك أنه لا يوجد “جين خاص بالشبكات الاجتماعية” في البشر يمكن عزله أو التخلص منه.
مشاركة :