حملات توعوية لمحاربة التطرف بالعراق تمهيدا لما بعد الدولة الإسلامية

  • 5/29/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

المؤسسات الدينية والتعليمية في العراق جهودها لمحاربة التطرف والغلو بالتزامن مع قرب هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي في الموصل، ثاني أكبر مدن البلاد. وتستهدف هذه الجهود، التي تأتي كجزء من حملة، شريحة الشبان على وجه التحديد، والتي كانت هدفا سهل المنال للتنظيم وقبله "القاعدة" في العراق. في العاشر من مارس/آذار 2016 أطلق الوقف السني في العراق الحملة باسم "مناهضة الغلو والتطرف والإرهاب"، مؤكدا أنها ستكون الأوسع في الشرق الأوسط بهدف نشر الاعتدال والوسطية. وقال عبد اللطيف الهميم، رئيس ديوان الوقف السني، عند إطلاق الحملة، "إذا كان الإرهاب آفة تنتشر في المجتمعات التي تعاني الأزمات السياسية والاقتصادية، فان الخلاص منه لابد بمحاربة مسبباته الرئيسية، التي ما أن تدخل المجتمع إلا وجعلته ينمو في إرادة سلبية يعمل الإرهاب بموجبها". وشدد الهميم على ضرورة "توحيد الخطاب الديني والإسلامي الذي يمر اليوم بحالة من الترهل وفقدان الرؤية الراشدة ليكون خطاب الوسطية والاعتدال". وتأمل السلطات العراقية في أن تساهم الحملة بدعم الجهود الحكومية في محاربة فكر تنظيم الدولة الإسلامية واجتثاثه من المجتمع تجنيا لظهور تنظيمات شبيهة في المستقبل. و قالت دار الإفتاء إنها تركز على نشر مفاهيم المحبة والتسامح بين الشباب، لإبعادهم عن الفكر المتطرف الذي دفع الكثير منهم إلى الانتماء للتنظيمات الإرهابية في أوقات سابقة. ويقول الشيخ سرمد التميمي، عضو الأمانة العامة لدار الإفتاء إن" الدار تبث الدعوة إلى الوسطية والاعتدال ونالها ما نالها من الضرر ومن الحيف ومن الأذى لهذه الدعوة، لأنها تتعارض مع أهواء سياسيين وأهل الضلال والذين يريدون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا". ويحث التميمي "رجال الدين وخطباء المنبر على التزام الضوابط المحددة للخطب والابتعاد عن الأهواء السياسية والمنافع الشخصية". وتشارك في الحملة مؤسسات دينية أخرى كدواوين الأوقاف السني والشيعي، حيث تنظيم ندوات ومؤتمرات متواصلة لهذا الغرض. ولا تقتصر الحملة الحكومية على المؤسسات الدينية، فهي تركز أيضا على المؤسسات التعليمية، كالجامعات والمعاهد باعتبارها الأقرب إلى الشباب في أكثر الأعمار خطورة وتأثرا بالأفكار المتطرفة. وتشير التوجيهات المركزية الصادرة عن وزارة التعليم والبحث العلمي، إلى ضرورة تنظيم الجامعات والمعاهد ندوات وجلسات حوارية بصورة دورية تركز على مواجهة التطرف والغلو بين الشباب. ويقول الدكتور ناهض الموسوي، الباحث في العلوم الإسلامية في جامعة بغداد، إن "هنالك تجاوبا كبيرا لدى شبابنا الواعي لمحاربة التطرف كونهم أدركوا مشاكله وما آل إليه الفكر الداعشي المتطرف". وتركز هذه الفعاليات على استثمار الشباب للترويج لثقافة المحبة والتسامح في المجتمع. وقال الدكتور علي السعدي، الباحث في علم الاجتماع السياسي، في جامعة بغداد إن "ما يسمعه الشباب وما هم على قناعة به يجب أن ينتقل إلى المجتمع وأن يتحدثوا عنه لكي يصل المجتمع العراقي إلى حالة من الاستقرار ترفض كل أشكال التطرف". لكن التعويل على الشباب لن يكون كافيا لوحده من دون أن يكون المجتمع بكامله مدركا لمخاطر التطرف والغلو. الدكتورة رنا الشجيري، أستاذة الإعلام في جامعة بغداد، تقول إن "القضاء على التطرف ليس سهلا في مجتمع يتميز بالتعدد مثل المجتمع العراقي ولذلك يجب أن يكون هنالك وعي مجتمعي بالخطر الذي يولده التطرف". ولا تقتصر خطوات مواجهة التطرف والغلو ومكافحتهما على هذا الأمر لكونها ترتبط بإجراءات تثقيف ومتابعة تمتد إلى مواقع الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي وغيرها، تعمل على تطبيقها الحكومة العراقية تدريجيا". وتأتي هذه الجهود في وقت اقتربت فيه القوات العراقية من استعادة السيطرة على الموصل شمالي البلاد من سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية الذي اجتاح شمال وغرب البلاد صيف عام 2014 وأحكم قبضته على ثلث مساحة البلاد. واستعاد العراق أراضيه تدريجيا، ويقول قادة الجيش إن "داعش" سيهزم نهائيا، خلال بضعة أشهر. لكن تسري مخاوف من أن يعود التنظيم في الظهور بأشكال ومسميات أخرى.

مشاركة :