الرضا بالقضاء والقدر - إسلاميات

  • 5/30/2017
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

إن القضاء والقدر مسألة مهمة ومؤرقة لشتى أنواع البشر، فهي المحك الإيماني الذي يُبرزالمؤمن الحقيقي من مدعي الإيمان، فقد خُلقنا من قديم الأزل، وخُلق معنا الابتلاء، فكلنا مبتلى غنينا وفقيرنا عالمنا وجاهلنا أولنا وآخرنا، فنحن في دار ابتلاء لا في دار جزاء...والابتلاء عبارة عن اختبار للمؤمن ليرى الله سبحانه وتعالى صلابة دينه، ومقدار صبره وتحمله، وهو سبحانه أعلم به من نفسه لذلك كان الابتلاء للمؤمن حجة له أو عليه. ألا تعلم بأن أعظم الخلق بلاءً هم الأنبياء والرسل، ثم الذين يلونهم وهكذا الأمثل فالأمثل، وأحمد الله أن ابتلاءك لم يكن في دينك فتخسرالدنيا والآخرة، فالصحة تذهب وتأتي، والمال يذهب ويأتي... كل شيء يذهب ويأتي، فنحن في دار أغيار ولسنا في دار القرار واسمع لهذا القول الحكيم «ليس بمؤمن مستيقن الإيمان، من لم يعُد البلاء نعمة والنعمة بلية» لماذا؟ لأنه بعد البلاء لا يأتي الا الرخاء، وبعد النعمة لا تأتي الا البلية والبلاء للكافر، أما الابتلاء فهو للمؤمن لينال الجزاء الأوفر عند الله تعالى، فالمُبتلى قريب من الله، فتراه يدعو الله كثيراً ليفرج كربته ويزيل همه، ولو كان معافى لما كان بهذا القرب...أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه لما مرض قالوا له أنحضر لك الطبيب؟ قال: لقد جاءني فتعجبوا؟، وقالوا فأين هو؟ فرد عليهم وقال: لقد قال لي إني فعال لما أريد؟، وقال الشافعي رحمه الله: «طلبوا لي طبيب الورى؟ يعني طبيب البشر وطلبت أنا طبيب السماء، طبيبان ذاك ليعطي الدواء، وذاك ليجعل فيه الشفاء، هكذا فقه أسلافنا فليتنا نمشي على دربهم.أخي المُبتلى إنك في اختبار، صحيح قد يكون ذلك الاختبار قاسياً أحياناً، ولكن انتظر النتيجة إن صبرت واحتسبت لله في الجنة وسترى العجب، مكتوب عليك ومقدر من رب العالمين أنك اليوم ستذهب إلى المكان الفلاني مثلاً، لن تذهب إلى مكان غيره، أن تسافر لن تبقى في بلدك، أن تأكل كذا أو أن تشرب كذا لن تتعدى ذلك، كُتب ذلك منذ آلاف أو ملايين السنين ليس من يوم أو يومين ولا سنة ولا سنتين، منذ أن خُط القلم في اللوح المحفوظ، ينفذ الآن بقدرة الله سبحانه وتعالى كن فيكون، فلا تجزع لما يصيبك ولا تفرح بما أعطاك هذا الكلام ليس من عندي، اقرأ معي هذه الآية يرحمك الله»لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم والله لا يحب كل مختال فخور «... (الحديد 23) نعم فالمعطي هو الله سبحانه وتعالى، وهو المانع كذلك... فاللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.

مشاركة :