أفردت الصحف السعودية في أعدادها الصادرة، أمس، مساحة واسعة للشرخ الذي أحدثته دولة قطر في الصف الخليجي، وأبعاد التقارب بين الدوحة وطهران، وتأثيراتها المحتملة في وحدة الموقف الخليجي. ونشرت صحيفة "المدينة" مقالاً للكاتب عبدالرحمن سعد العرابي بعنوان «ما الذي تريده قطر؟!»، تطرق فيه العرابي إلى الحجج الواهية التي تسوقها الدوحة بخصوص تصريحات الأمير تميم بن حمد. وأضاف: «وإمعاناً في البُعد عن حسن الجوار لم تترك قطر الساحة دون خلاف حدودي أو سياسي مع جيرانها المقربين، السعودية والإمارات والبحرين، وكأنها دولة عظمى وقوة كبرى، كما صرح ذات يوم رئيس وزرائها ووزير خارجيتها -آنذاك- حمد بن جاسم». وتحدث العرابي عن السجل القطري الناشز من حماية ورعاية أحزاب وجماعات ومليشيات صُنِّفت عربياً ودولياً على أنها إرهابية، وسجلها حافل بالخلافات ونشر الفرقة والقتل والدمار في أرجاء أوطانها كما هو حال حزب الله اللبناني وجماعة الإخوان المسلمين في مصر وحركة حماس في فلسطين. وأردف: «بل إن قمة التحدي الطفولي الذي تمارسه قطر اتضح في حديث الأمير تميم الأخير بتمجيد دولة هي راعية الإرهاب في العالم كله، وتُسيِّرها عنصرية قومية مقيتة ودستورها طائفي بغيض وهي إيران، وكأن قطر تقول لدول الجوار إنها تمسك خيوط مارد يهددكم إن لم تعترفوا بدور كبير وعظيم لي». ودعا الكاتب إلى عدم الرهان على إيران، فرهان الدوحة خاسر، لأن «إيران ليست سوى كيان ٍمنهار اقتصادياً واجتماعياً وأن زمن استمراريته لن يطول بمعايير التاريخ». وقال العرابي إن في خطوات وطرق تعامل ساسة قطر مع جوارهم العربي ما يضعهم وبلدهم في خطر الزوال. حضن إيران أما صحيفة «الرياض» فنشرت مقالاً للكاتب صلاح السليماني تحت عنوان «التقنية أم العقول مخترقة». وتساءل الكاتب: «فلنفرض جزافاً أن حسابكم مخترق أليس من الحكمة أن تعلنوا أن نص التصريح لا يمثل قطر وأنكم ترون إيران عدواً وحزب الله والإخوان والقاعدة وداعش والنصرة جماعات إرهابية؟! أم أن العقول هي المخترقة؟». وسخر السليماني من قدرة قطر على استضافة بطولة كأس العالم، بالقول: «رغم أن إصرارهم على المضي في أنهم مخترقون لتبرير تصريح أمير قطر إلا أن السؤال كيف لدولة لا تستطيع إدارة موقع إلكتروني تستطيع إدارة حشود كبيرة ككأس العالم؟». ونشرت «الرياض» تصريحات لأستاذ البحوث والدراسات بالجامعة الإسلامية د. سليمان الرومي، ضمن تقرير بعنوان «قطر تشعر بالدفء في حضن إيران». واعتبر الرومي علاقة قطر الدافئة بإيران في هذا الوقت المتأزم خروجاً عن الصف الخليجي، مشدداً على مخاطر الفتن والقلاقل التي دأبت على إثارتها من خلال قناة الجزيرة. والتي تثبت عدائيتها. وقال د. الرومي: «مواقف قطر الرسمية أو الإعلامية تجاه جيرانها من دول الخليج العربي أو المحيط العربي تثير كثيراً من التساؤلات حول الهدف من هذه المواقف المنحازة لأعداء المنطقة والمثيرة للفتن والقلاقل في المجتمعات الخليجية والعربية، فلدى قطر إشكالات كثيرة في علاقاتها بأشقائها». نقض العهود أما «عكاظ» فنشرت عدة موضوعات، ففي تقرير بعنوان «قطر تنقض العهود.. ولا تفي بالوعود»، أكدت الصحيفة أن دولة قطر تعودت نقض العهود والقرارات التي توافق عليها في العلن، وترفض تنفيذها سراً، خصوصاً تلك التي تتعلق بالتدخل الإيراني في الشؤون العربية والخليجية والإسلامية ومحاربة الإرهاب، والمتطرفين. وأوردت الصحيفة عدداً من البنود التي وافقت عليها قطر في «إعلان الرياض»، ولم تنفذها، والتي كان تهدف لعزل إيران عالمياً وإسلامياً، واستعداداً لتشكيل قوة عسكرية لمكافحة الإرهاب في العراق وسوريا، حيث فاجأ أمير قطر تميم بن حمد العالم بتصريحات داعمة لإيران. كما نشرت «عكاظ» رسالة للكاتب فهيم الحامد تحت عنوان «رسالة لأمير قطر: متى تعلنون قرصنة مكالمتكم مع روحاني؟». وقال الكاتب مخاطباً أمير قطر: «سمو الأمير.. لقد انفضحت لعبة نفي التصريحات».