ترحيب روسي بتحرك أميركي لاستئناف حوار التسوية الأوكرانية

  • 5/30/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

في الوقت الذي جاءت فيه اللقاءات الدولية التي انعقدت الأسبوع الماضي مخيبة لآمال النخب السياسية الروسية في تحقيق تطورات إيجابية في العلاقات بين موسكو والغرب، رحبت وسائل الإعلام الروسية أمس بأنباء حول تحرك واشنطن لاستئناف الحوار الثنائي حول التسوية الأوكرانية.وفي قمة حلف شمال الأطلسي، أعلن قادة «الناتو» انضمامهم إلى «التحالف الدولي ضد الإرهاب»، بزعامة الولايات المتحدة، الأمر الذي يعني لموسكو تلاشي آمالها بإطلاق تعاون في مجال «التصدي للإرهاب» يؤخذ فيه بوجهة النظر الروسية، وتحديداً المبادرة التي طرحها الرئيس بوتين أمام الجمعية العمومية خريف عام 2015، حول تشكيل تحالف ضد الإرهاب. وجاء انضمام «الناتو» للتحالف الدولي تلبية لرغبة الرئيس دونالد ترمب، الذي أكد بدوره على أن روسيا تبقى ضمن قائمة «مصادر التهديد» لدول الحلف. أما قمة مجموعة السبع، فقد أعربت عن استعدادها لتشديد العقوبات المفروضة ضد روسيا ما دامت لم تنفذ «اتفاقات مينسك» الخاصة بتسوية الأزمة في أوكرانيا.وفي الرد الروسي على تلك المستجدات، أصدرت الخارجية الروسية بياناً بمناسبة «مرور 20 عاماً على التوقيع في باريس على الوثيقة الأساسية للعلاقات المتبادلة والتعاون والأمن بين روسيا والناتو». ووصفت موسكو في البيان الوضع الراهن للعلاقات بين روسيا والغرب بأنها «تعاني من أزمة عميقة هي الأشد منذ الحرب الباردة». وحملت الخارجية الروسية الغرب مسؤولية تدهور العلاقات بين الجانبين، وقالت إنه «نتيجة مباشرة للممارسات الهدامة والسلبية التي اعتمدها الحلف (الناتو) على مدى سنوات طويلة، بهدف تحقيق الهيمنة العسكرية والسياسية في الشؤون الأوروبية والعالمية». وبلهجة لا تخلو من التحذير، دعت الخارجية في بيانها حلف الناتو إلى «التوقف عن محاولات بناء العلاقات مع روسيا وفقاً لآليات حقبة المواجهة، قبل فوات الأوان».من جانبه، رأى فرانتس كلينتسيفيتش، نائب رئيس المجلس الفيدرالي لشؤون الدفاع والأمن، أن الهدف الحقيقي من انضمام الناتو إلى الحلف الدولي الذي يتصدى للإرهاب في العراق وسوريا هو «تعزيز الدعم للمعارضة السورية بهدف الإطاحة بالأسد».وعلى ضوء تلك التطورات التي حملتها نتائج قمتي الناتو والسبع الكبار نهاية الأسبوع الماضي، شعرت موسكو أمس ببعض الارتياح لمعلومات حول نية الإدارة الأميركية تعيين ممثل جديد للولايات المتحدة في التسوية الأوكرانية. ولم تصدر أي تأكيدات عن البيت الأبيض أو الخارجية الأميركية، كما لم تصدر أي تعليقات رسمية روسية، بهذا الخصوص. بيد أن رد الفعل الروسي المرحب كان واضحاً عبر اهتمام وسائل الإعلام الروسية كافة بالتقرير الذي نشرته «واشنطن بوست»، وقالت فيه نقلاً عن مصدر خاص إن إدارة الرئيس دونالد ترمب تخطط لتفعيل الحوار مع موسكو في مسائل التسوية الأوكرانية.ويضيف المصدر في حديثه للصحيفة الأميركية أن الرئيس ترمب ووزير الخارجية ريكس تيلرسون يدركان تماماً أن أي خطوة تلمح إلى تقارب مع روسيا قد تسبب أزمة وتتحول إلى فضيحة، غير أنهما رغم ذلك مستعدان للمضي في الحوار حول الأزمة الأوكرانية. وسيقوم تيلرسون باختيار شخصية مناسبة لهذه المهمة، عوضاً عن فيكتوريا نولاند، نائبة وزير الخارجية الأسبق جون كيري، التي كانت مكلفة ببحث الأزمة الأوكرانية مع فلاديسلاف سوريكوف، معاون الرئيس الروسي، والتقيا آخر مرة في أكتوبر (تشرين الأول) عام 2016.وركزت وسائل الإعلام الروسية، لا سيما الرسمي منها، على ما جاء في «واشنطن بوست»، ورأت في التسريبات مؤشراً على إمكانية المضي في التطبيع المنتظر بين موسكو وواشنطن «عبر بوابة الأزمة الأوكرانية». وذهبت إلى استطلاع وجهات نظر المحللين السياسيين الروس، ومن بينهم دينيس دينيسوف، الذي قال في حديث لوكالة «ريا نوفوستي» إن خروج فيكتوريا نولاند من عملها في الخارجية الأميركية شكل فراغاً، ولم تقرر إدارة ترمب حتى الآن تعيين بديل عنها، ورأى أن «انتشار كثير من المعلومات حالياً حول تعامل إدارة ترمب مع هذا الموضوع بمنتهى الجدية أمر جيد جداً».وبموازاة «الارتياح والتفاؤل»، حذّر الجانب الروسي من أن القوى التي تشن حملة على الرئيس ترمب ضمن ملف «التأثير الروسي» على مسؤولين في الإدارة الحالية، ستبذل جهدها لتعطيل خطة استئناف الحوار الروسي - الأميركي رفيع المستوى حول الأزمة الأوكرانية.

مشاركة :