الخيال في ذهن الشاعر يذهب به بعيدا الى عالم الا معقول وأحيانا يذهب به الى عالم الأسطورة يتخذ من هذا التصور أسلوباً في التصوير يذهب بذهن المتلقي الى عالم قد يكون حلما يأتي على شكل صور متعددة ومن أمثلة التصوير حالة ذلك المتعب من ويلات الفراق والتوجد في صحراء التيه فلسان حال الشاعر يقول عنه: كتلة من الألم تتحرك هنا وهناك وأحيانا لا تقوى على المسير وجراح الزمن القاسي أخذت حقها في هذا الجسد ورغم ان بعض الجروح تلتئم الا ان القادم المؤلم يجدد تلك الجراح يتكئ ذلك الجريح بجسد نحيل على عود يكاد ينكسر من جفاف المكان وطول انتظار الغيث خلق اليأس ورسم لوحة المراحل الأخيرة لزوال عناصر المكان الا ان هذا الجسد مازال يقاوم في رحلة البحث عن الأمل يترك العود المائل ويسير بترنح وعندما يتذكر الأمل يستجمع قواه حتى تصل الى الجفن الساقط الهزيل يرتفع قليلا يكشف عن الرؤية المحدودة يحاول دفع النظرة لبعد أطول نحو الأفق يسبقه الليل يخيم على المكان تنعدم الرؤية وتضيع أطياف الأمل . وتتحول تلك الصور المترادفة الى شاعريته يقول الشاعر فالح الدوسري يانجوم الليل ويانجم الجدي حدثيني عن سواليف السهاد حدثيني عن سراب الجرهدي في خباب العرق والا فا لحماد مع بقايا الجرح لميت وهدي انتصف بالصبح من ليل الهجاد وهناء صورة أخرى تأتي بالجانب الثاني من يوم المتعب وهو ليل الوحشة عندما يطبق بظلامه على مكان الوحشة حيث تكون الصورة الذهنية هكذا: سدول الليل ترتخي يلتحف ذلك المتألم بأطرافها ينتظر الضوء اول خيط من شعاع الشمس يسقط على الجفن يوقظه هزيل هو لكنه يرى في الضوء أملاً ترتعش العروق يتسارع النبض في المكان الخالي يتحرك خطوات ويلتفت نحو مكانه يرى بقايا إنسان آخر سيموت في المكان يسير قليلا يبحث عن شيء يتكئ عليه لا يجد يرتشف الهواء ويخرجه بأنين المتألم. آه من ليل قضيته سرمدي بين لحظات التوجد والعناد الفراش الصمد والمتكا يدي والهواجس جت على دربي تقاد يواصل المسير خطوات يقف ويلتفت للخلف يزيح الشعر المتساقط على عينيه لا يجد طيفاً او خيالاً يتملكه اليأس ويعلن موت البقية من جسده. هذا ما في ذهن شاعر الألم والوجد بعد خلو المكان من رموز الحياة.
مشاركة :