بات فريق يوفنتوس الإيطالي على أعتاب تحقيق إنجاز تاريخي حين يلتقي ريال مدريد، السبت المقبل، في الملعب الدولي بالعاصمة الويلزية كارديف، في نهائي دوري أبطال أوروبا. وبعد سلسلة من النجاحات المتواصلة، أصبحت مباراة واحدة تفصل السيدة العجوز عن العودة إلى اللقب الأفضل في العالم للأندية، بعد غياب دام 21 سنة. ومع اقتراب موعد الحدث الكبير في أوروبا، بدأت مجموعة من الهواجس تؤرق مدرب الفريق المميز، ماسيميليانو أليغري، من أجل تحضير لاعبيه نفسياً أكثر منه بدنياً لمباراة تحتاج إلى تركيز شديد وخبرة أكبر في التعامل معها، ويخشى أنصار اليوفي تأثير أربعة أمور في مسيرة الفريق، وأن تحول دون تحقيق الحلم الذي طال انتظاره، خصوصاً أن الفريق في أقوى أحواله حالياً. النهائيات الستة يتفوق يوفنتوس على جميع فرق أوروبا بكثرة المباريات النهائيات التي خسرها في تاريخه، بينها آخر أربع مباريات على التوالي منذ أن فاز بلقب 1996. وبدأت عقدة اليوفي مع النهائيات سنة 1973 أمام أياكس الهولندي، ثم تكرر الأمر أمام هامبورغ الألماني 1983، ومن دورتموند الألماني1997، وأمام الريال في 1998، ومن ميلان في 2003، وأخيراً أمام برشلونة في 2015. أما اللقبان اللذان فاز بهما فجاءا بشق الأنفس، الأول في 1985 على حساب ليفربول بهدف لصفر، والثاني أمام أياكس بركلات الترجيح في 1996. سيناريو 98 مصادفة غريبة أن النهائي الوحيد الذي التقى فيه الريال واليوفي في 1998، حمل بعض الأمور التي تتشابه مع مسيرة الفريقين هذا الموسم، منها أن اليوفي في طريقه إلى النهائي، فاز على موناكو الفرنسي في نصف النهائي 6-4، وهو ما حصل في النسخة الحالية بـ 4-1. وحين التقى الفريقان كان اليوفي مرشحاً بقوة بالنظر إلى مجموعة النجوم الذين كان يمتلكهم في تلك الفترة، على رأسهم مدرب الريال حالياً، الفرنسي زين الدين زيدان، والإيطالي ديل بييرو والهولندي ديفيز وغيرهم، لكن الريال خطف اللقب بهدف من النجم السابق، مياتوفيتش. المرشح الأقوى رفض مدرب اليوفي، أليغري، جعل فريقه المرشح الأقوى للنهائي، قائلاً إن ذلك يؤثر نفسياً في اللاعبين، ما قد يجعلهم يتراخون أمام خصم متمرس. وترشح كثير من وسائل الإعلام اليوفي للفوز، بالنظر إلى كون الفريق يمتلك دفاعاً قوياً بعد أن تلقى ثلاثة أهداف هذا الموسم فقط، وهجوماً قوياً أطاح ببرشلونة في ربع النهائي بـ3 - صفر، ويمتلك مدرباً مميزاً في الجانب الخططي، كما يتألق في صفوفه لاعبون مميزون على غرار الحارس بوفون وكيليني وبونوتشي وداني ألفيس وهيغواين وديبالا. لكن أليغري لا يريد أن يكون المرشح الأقوى، لأن هذا يقلل من قدرته على تحفيز لاعبيه. خبرة الملكي أكثر ما يخشاه اليوفي وأنصاره القدرة الكبيرة للريال على حسم النهائيات، فلم يخسر سوى نهائيين من 13، ما جعل هيغواين يقول، أول من أمس، إنه لا يريد أن «يرى هدفاً بالرأس من راموس في الدقيقة 90»، وكذلك دعا كيليني زملاءه إلى الحذر من الملكي وقال إن اليوفي سيواجه أفضل نسخة من الريال، بعد التألق اللافت من الملكي ولاعبيه وحسمهم الليغا للمرة الأولى منذ 2012، والنجاح الكبير الذي يحققه المدرب زيدان، بجانب أن الريال سيكون معه كل لاعبيه، بمن فيهم المصابون سابقاً، مثل كارفخال، وكذلك الويلزي غاريث بيل، الذي سيكون في بيته وأمام مواطنيه في كارديف.
مشاركة :