مع اقتراب الإجازة الصيفية، يبدأ الشباب يفكر في كيفية قضائها واستثمارها، فيما يقول الكثيرون إنه لا يوجد متنفس، بينما هم يرفضون الانخراط في برامج رعاية الشباب الصيفية من خلال الأندية الموسمية. «عكاظ» استطلعت آراء المسؤولين والشباب حول أسباب عزوفهم عن المشاركات في الأنشطة والبرامج الشبابية وأبرز العقبات التي تواجههم للمشاركة في برامجها. يرى محمد أحمد السيد، (طالب جامعي) أنه بمجرد انتهاء الطالب من الاختبارات الدراسية يصبح تائها لا يعرف إلى أين يذهب، وهذا بسبب القصور في الإعلان عن البرامج الصيفية، إذ لا يوجد إعلام لتوضيح المناشط الشبابية، كما أن الكثيرين لا يعرفون عن وجود برامج وأنشطة خلال فترة الصيف، أو أن برامج المعسكرات الشبابية والأندية الموسمية مكررة، ولهذا يعزفون عن المشاركة فيها سواء التي تنفذها الرئاسة العامة لرعاية الشباب أو وزارة التربية والتعليم، فضلا عن أن اختيار الشباب في المعسكرات والملتقيات الشبابية يتم عن طريق المجاملات، خاصة أنه لا دعوات توجه للشباب للمشاركة في هذه المناشط الصيفية وغيرها بل يقومون من تلقاء أنفسهم بالذهاب إلى الأندية أو ممارسة الرياضة في الملاعب التي يقومون بتأجيرها. ومن جانبه، أوضح عبدالعزيز عبدالسلام عمر، أنه سبق إن شارك في ملتقيات شبابية نظمتها الرئاسة العامة لرعاية الشباب، ولكن هناك نقص واضح في طرح برامج تتناسب مع رغبات الجيل الذي لديه الكثير من الأفكار والرؤى الجديدة، مشيرا إلى ضعف الإقبال على الأندية الموسمية نتيجة وجود فجوة بين البرامج وبين رغبات الشباب، كما أن هناك تقصيرا من جانب الإعلام في الإعلان عن هذه البرامج، فقد تنتهى الإجازة ولا يعلم الشباب عن وجود برامج لوزارة التربية والرئاسة العامة لرعاية الشباب، فضلا عن غياب التنسيق بين الجهات المسؤولة عن الشباب مثل وزارة التربية والجامعات والرئاسة العامة لرعاية الشباب في تنفيذ هذه البرامج، علما بأن برامج الأندية الموسمية لوزارة التربية لا تواكب تطلعات الشباب. ومن وجهة نظر، عبدالله طالب أحمد (طالب جامعي) أن الشباب في السابق كان يمارس كرة القدم على ملاعب ترابية في المدرسة أما الآن فيرغب باللعب في ملعب مزروع، وهناك الكثير من وسائل الترفيه حيث يفضل الشاب الجلوس على جهاز الآيفون ومواقع التواصل الاجتماعي الأخرى. يقول فهد الحازمي (أحد أولياء الأمور): «المدينة تنقصها الكثير من المدن الترفيهية خاصة للعائلات والأطفال، وحتى الحدائق تنقصها الكثير من الخدمات، ولذلك قد يتجه الشاب إلى أي مكان في البر للترويح عن نفسه أو الاتجاه إلى الأندية الخاصة أو ممارسة رياضة كرة القدم في الملاعب الترابية، لكن تظل مشكلة العائلات والأطفال قائمة حيث لا خيار أمامهم سوى الأسواق والمطاعم، فيما يفضل البعض ممن لديهم القدرة المادية قضاء الإجازه خارج المملكة». وأضاف «إن فترة الإجازة لهذا العام طويلة، حيث تمتد إلى نهاية شهر شوال والمدينة ينقصها الكثير من المقومات السياحية الجاذبة، وإن الحلول المؤقتة لا تخدم الأهالي وأصبحت مكررة». ومن جانبه، يرى رئيس اللجنة السياحية بالغرفة التجارية الصناعية بالمدينة المنورة عبدالغني حماد الأنصاري، أن قضية الترفية أزلية في المنطقة، وللأسف لا يوجد خارطة لها، ما قد ينجم عن وجود الكثير من السلبيات، في حين نحتاج إلى مسرح وحدائق متخصصة للفنون وأندية رياضية متخصصة للنساء وجمعية للثقافة والفنون وجميع البرامج والأنشطة السياحية، بحيث تجتمع الجهات المعنية مع هيئة السياحة لرسم خارطة طريق للترفية في المنطقة بدلا من الاعتماد على الحلول المؤقتة، لافتا إلى أن المستثمرين يواجهون العديد من العقبات في سبيل إنشاء مدن ترفيهية، حيث سبق أن أعلن عن إنشاء شركة متضامنة للترفيه في المنطقة ولم يتقدم أي مستثمر للمشروع، في حين تم إلغاء خمس مدن ترفيهية للأطفال خلال الفترة السابقة، مشيرا إلى حاجة المنطقة إلى قرية ترفيهية مكتملة الخدمات، كاشفا أن غرفة المدينة بصدد إنشاء جمعية شبابية للترفيه للاستفادة من طاقاتهم الكامنة. إلى ذلك، يوضح مدير مكتب رعاية الشباب في المدينة المنورة إبراهيم مصباح، أن الشباب يمثلون 70 في المئة من السكان وهم اللبنة الأساسية لتحقيق التنمية الشاملة، والواقع يقول إن النشاطات تعزز دور الشباب بوصفهم شركاء في الرؤى والمسؤوليات والأعباء والطموحات، لافتا إلى أن هناك تجديدا مستمرا في برامج رعاية الشباب والرئاسة العامة لرعاية الشباب، وقد وضعت ميزانية لأكثر من 30 برنامجا خلال العام الحالي لتلبية طموحات ورغبات الشباب.
مشاركة :