الإجازة المدرسية ينتظرها الكبار والصغار، ومنهم من يبدأ بالعد التنازلي قبل قدومها رغبة في التخلص من الضغوط الدراسية وفترة التوتر والقلق التي تسبقها، التي تكون مصاحبة لفترة الامتحانات، ومنهم من يعد لها خطة مسبقة ويعمل على تنظيمها حتى يستفيد منها بالشكل الأمثل بحيث تشمل أنشطة متنوعة، ومنهم من يستغلها في السفر، بينما يفضل فيها آخرون النوم والخروج مع الأصدقاء والأقارب، في حين يحاول بعض الآباء أن يعطي أبناءه مهارات مهنته في هذه الفترة واستغلال وقت فراغهم. وينصح الاختصاصيون الاجتماعيون الأهل باستغلال تلك الفترة لقضاء أكبر قدر ممكن مع أبنائهم ومشاركتهم همومهم ومشاكلهم والانخراط في عالمهم فضلاً عن زيارة الأهل والأقارب وصلة الرحم. تعتبر رجاء رمضان، موظفة، فترة الإجازة المدرسية فرصة للتواصل مع الأهل وتبادل الزيارات، ومتنفساً للأبناء والآباء، إذ يتخلصون فيها من الضغوط الدراسية، والروتين اليومي بين الذهاب للمدرسة وأداء الواجبات. وتضيف: أبنائي يفضلون السفر فيها للتغيير، وأستغلها لزيارة أهلي في البحرين، ونضع خطة للسفر من قبل بدء الإجازة بفترة، أما إذا لم تسمح الظروف المادية بالسفر فنفضل قضاء أوقات مسلية داخل البلاد والاشتراك في بعض الأنشطة الصيفية التي يستفيد منها الأبناء سواء ثقافية أو رياضية. وتحرص منى الخديم، معلمة، على تقسيم وقت أبنائها خلال الإجازات بحسب مدتها. تقول: أعمل على أن تشمل الإجازة المدرسية أنشطة متنوعة مفيدة للأبناء، وفي بداية العام أطلقت مسابقة تحدي القراءة العربية، وأساعد أبنائي خلال فترة الإجازة على مراجعة القصص التي تم تلخيصها وقراءة المزيد منها حتى تنمي لديهم اللغة العربية، كما أحرص على أن يحفظوا القرآن، كما أن هناك دوراً تغفل عنه كثير من الأمهات وهو إشراك أبنائها في مساعدتها في الأعمال المنزلية لتزرع بداخلهم تحمل المسؤولية. وتضيف: أنا أؤمن بأهمية العمل التطوعي ونمارسه بشكل بسيط في فترات الدراسة، لذلك تكون الإجازة فرصة للمشاركة في المزيد من الأعمال التطوعية، ولا مانع أثناءها أن يطلع الطالب على بعض الدروس المقبلة التي سيدرسونها في الفصل الدراسي الجديد، التي من الممكن أن تيسر عليهم مسألة الدراسة. شهد محمد موسى، طالبة جامعية، تقول: ننتظر الإجازة أنا وأخواتي للتخلص من ضغط الدراسة، ليمارس كل منا مواهبه من دون قيود، وبالنسبة لي أستغلها لكي أتعلم من والدتي وصفات جديدة في الطبخ وابتكار أطباق شهية، كما أنها فرصة لتعلم العزف على البيانو وأخذ دروس موسيقية، كما أعمل حالياً على تنظيم فريق تطوعي، فالإجازة مناسبة لوضع الخطط والأهداف الخاصة بتكوين الفريق، ووالدي يعتبرها فرصة ليصطحب أخي معه ليتعلم منه مهنته، فضلاً عن ممارسته رياضة السباحة التي يفضلها والمشاركة في البطولات، بينما تفضل أختي ممارسة هواية الكتابة وتنميتها. وتؤكد روان الخطيب، موظفة، أن الإجازة المدرسية راحة كبيرة للأمهات العاملات، إذ ينشغل الآباء كثيراً في أعمالهم، وفي أيام الدراسة لا يجدون الوقت الكافي للجلوس مع أبنائهم ومناقشة مشاكلهم أو حتى اللعب معهم والانخراط في عالمهم، ومن هنا ترى أن الإجازة فترة مناسبة للتواصل بين الآباء والأبناء بعيداً عن ضغوط الدراسة. وتقول: يجب أن ينظم الآباء أوقات أبنائهم خلال هذه الفترة بين الأنشطة والتنزه واستخدام الأجهزة الإلكترونية، وأحرص دائماً على اصطحاب أبنائي وقضاء يومين في أحد المنتجعات لكسر الروتين والخروج من جو المنزل، وحتى يعودوا للدراسة مرة أخرى بصفاء ذهن وحماس داخلي لمراجعة دروسهم. ويشير أحمد شبل، موظف بالهيئة الاتحادية للكهرباء والماء، إلى ضرورة شغل وقت الأبناء خلال فترة الإجازة واستغلالها بما هو مفيد لهم، ويوضح قائلاً: للأسف يزداد نزول الأبناء للشوارع في هذه الفترة واللعب سواء بالكرة أو بالدرجات، وهذا يشكل خطراً عليهم، وهنا يأتي دور الآباء للحد من هذه المشكلة والحفاظ على أبنائهم، وعلى الرغم من أن الدولة تتمتع بقدر كبير من الأمان، فإنه من الممكن أن تحدث بعض الحوادث نتيجة لوجود الأطفال في الشوارع من دون رقابة، لافتاً إلى أن كثيراً من الطلبة يقضون يومهم في النوم والتسكع والبعد تماماً عن التثقيف والاستفادة، على الرغم من أنها فرصة للتواصل الأسري وصلة الرحم الذي نمارسه بشكل قليل خلال الدراسة نظراً لضيق الوقت. زيادة الرصيد المعرفي د.أميمة أبو الخير، أستاذ مساعد بقسم الاجتماع في جامعة الشارقة، تقول: يعاني معظم أولياء الأمور، خصوصاً العاملين منهم، ضيق الوقت وعدم قدرتهم على تنظيم أوقات أبنائهم لتشمل أنشطة مختلفة، ولأن الجيل الحالي يعتبر مدمناً على التكنولوجيا الحديثة، فمن الممكن أن يقضي 7 أو 8 ساعات أمام أجهزة الهواتف والألواح الذكية، وهنا يأتي دور الرقابة والسيطرة على هذه الممارسات الخاطئة التي تهدر الوقت، إذ يجب أن تزيد السيطرة في فترة الإجازة، لأن الأبناء يكون لديهم متسع من الوقت ويفضلون قضاءه أمام هذه الأجهزة، ومن هنا تأتي توجيهات الأهل لشغل وقت فراغ أبنائهم. وتضيف: تتمتع الدولة، خصوصاً الشارقة، بالعديد من الأماكن الثقافية والتراثية التي من الممكن أن يقضي فيها الأبناء أوقاتاً تجمع بين الترفيه والتثقيف وزيادة رصيدهم المعرفي بصحبة الأهل.
مشاركة :