florest66@يستعيد سكان العاصمة المقدسة مكة المكرمة ذكرياتهم عند حلول شهر رمضان، إذ يعلن منادٍ عن دخول الشهر الفضيل، متجولاً بين أزقة الأحياء، ما يدفع سكان الحي إلى الخروج في محاولةٍ لتجهيز بيته، والاطمئنان على جيرانه؛ كون التكاتف الاجتماعي هو الثيمة الموحدة لهم.يقول محمد الهذلي (70 عاماً) إن حلول شهر رمضان يعد إعلاناً لإنهاء الخصومة بين المتنازعين، وتعود الحياة إلى طبيعتها، «فعادة ما يكون هذا الشهر الفضيل قادراً على إزالة كل هذه الإشكالات في الحي»، مستذكراً «احتياجات رمضان لم تكن كثيرة، بل لا تتعدى بعض المأكولات البسيطة، إذ كان أبرزها الفول والشريك واللقيمات»، ويحرص السكان على الإفطار في باحة الحرم المكي.ولم يكن المنادي إحدى العادات التي تبزغ في رمضان المبارك، بل تبرز شخصية أخرى يطلق عليها (المسحراتي) الذي يأخذ على عاتقه تذكير سكان مكة المكرمة بموعد السحور، إذ يستذكر كبار سن مقولته، وهي «سحورك.. سحورك يا صايم سبحان الدائم».تقول هيفاء أبو نار «إن عادات رمضان في الماضي اندثرت تقريباً، وإننا الآن ننعم بالخيرات التي لم نكن نعرفها سابقاً، ولكن مأكولاتنا الشعبية تظل لها المذاق الخاص، إذا قمت بتحضيرها لعائلتي»، فيما أشارت رفيقتها زينة إلى أن سكان الحي قديماً يجنحون إلى تزيين منازلهم بالقماش الأحمر المنقوش، إذ تؤكد أن هذه العادة شملت «الأكواب، والترامس، والصحون، والسُّفر»، وتضيف مبتسمة «كانت الحياة جميلة.. ولا تزال».
مشاركة :