إلى متى هذا الحقد الدفين؟!

  • 5/31/2017
  • 00:00
  • 15
  • 0
  • 0
news-picture

كلما حدث حادث أو وقع أمر ما يتعلق بالسعودية أو إحدى دول الخليج ترى الأمور خرجت عن مسيرها الطبيعي واتجهت الأقلام والتغريدات إلى الهجوم والبحث بمجهر عن أي خطأ لتكبيره ونشره وإذاعته على مواقع التواصل وغيرها، ثم تلوينه ووضع البهارات عليه لنشره مرة أخرى بصيغة جديدة، حتى تظهر السعودية والخليج بمظهر سيء أمام العالم كله، وعندما تبحث عن السبب وراء ذلك لا تجد إجابة منطقية سوى الحقد على كل ما هو خليجي، رغم ما يفعله الخليج لنصرة القضايا العربية، ومد يد العون لإعادة الإعمار، وغيرها من وجوه الدعم والمساندة. للأسف هذا الأمر ليس جديداً، فقد كتب عنه العديد من الكتاب، لكن الأمر زاد عن حده خلال العامين الماضيين، وأصبحنا نرى أشياء غريبة منها مصطلح "المعرفات الوهمية" الذي تحدث عنه أحد الكتاب وقال: إنه عبارة عن أشخاص أو أسماء تستعير كنيات وألقاباً أسرية وقبلية ومناطقية سعودية بهدف زرع التعليقات الخبيثة في النقاشات الدائرة في المواقع وبرامج التواصل الاجتماعي، بهدف إشعال نيران الفتنة بين السعوديين أنفسهم، ثم تخرج هذه الأسماء من النقاشات لتبحث عن ساحة جديدة تنفث فيها سمومها وتتركها.. وهكذا، وقد حدث هذا كثيراً في واقعة الرافعة الحديدية بالحرم الشريف، لدرجة أنهم جعلوا بعض الشباب السعودي يلقون التهم جزافاً قبل أن يتبينوا، لأن المتحدث الأول في الموضوع انتحل اسماً سعودياً، وهو بذلك كأنه يمنح الضوء الأخضر للهجوم بحرية، ولم يستخدم اسماً أجنبياً لعلمه بأن السعوديين سيهاجمونه. هذا التشويه والادعاء والتغريد المسموم لم يقف عند حد معين، فقد طال أيضاً جنودنا المرابطين على الحدود، لزرع الفتنة في قلوب السعوديين نحو ولاة الأمر، وبينهم وبين المرابطين أنفسهم، وهو ما أدى إلى انصراف الكثيرين عن متابعة أخبار هؤلاء الذين يحمون ظهورنا ويضحون بأرواحهم ذودا ًعن وطنهم. من بين أبرز التفسيرات لهذا الحقد الدفين والتي أميل إليها أن هؤلاء رأوا أن دول الخليج استثمرت ما وهبها الله من نعم في التطوير والتنمية حتى فاقت دولاً كثيرة في مختلف المجالات، كما أن حكوماتها تبحث عن رفاهية مواطنيها وتتلمس السبل لذلك، وليس التنكيل بشعوبها، ورغم أن هذا لا ذنب فيه لدول الخليج، إلا أن الحقد لا يعرف ذلك، وأعتقد أن حالنا مع الحاقدين ينطبق عليه قول الشاعر محمد بن مقيس الأزدي: فإنَّ الذي بيني وبين عشيرتي .. وبين بني عمي لمختلفُ جداً إذا قدحوا لي نارَ حربٍ بزندِهم .. قدحتُ لهم في كلِّ مكرمةٍ زنداً وإن أكلوا لحمي وَفَرْتُ لحومَهم .. وإن هدموا مجدي بنيتُ لهم مجداً ولا أحملُ الحقدَ القديمَ عليهم .. وليس رئيسُ القومِ مَن يحملُ الحقدا وأعطيهم مالي إذا كنت واجدًا .. وإن قلَّ مالي لم أُكلفْهم رفداً

مشاركة :