مع قرب حلول العيد السعيد، تستعد كثير من الأسر في المملكة بشراء أوانٍ منزلية جديدة، حيث تكثر في إجازة العيد الولائم والعزائم بين أفراد الأسر والعوائل السعودية، ومعها سجلت محلات الأواني المنزلية بجدة ارتفاعا ملحوظا في الإقبال عليها بلغت وفقا للمختصين بـ 40%. وانتعشت محلات الأواني المنزلية في النصف الثاني من رمضان؛ لتشهد أسواق بيع التجزئة والجملة إقبالا متزايدًا من قبل النساء اللاتي يفضلن تقديم وجباتهن في أوانٍ وأطباق متجددة خلال موسم العيد خاصة مع تبادل الزيارات بين الأهل والأقرباء لتناول الولائم. وتحرص بعض الأسر على استقبال عيد الفطر السعيد بتغيير أطقم الطعام، وكاسات العصير، ودلال القهوة، حيث اكتظ سوق الهنداوية (جنوب جدة) الذي يضم مجمعًا من محلات الأواني المنزلية المتخصصة سواء في محلات الجملة وهي الأغلب أو محلات التجزئة وبدأ الإقبال يتزايد شيئًا فشيئًا مع قرب حلول العيد السعيد مسجلاً ارتفاعًا تجاوز 40 % عن بقية الأيام. وأوضح المواطن عبدالله المالكي (40عاما) الذي كان برفقة زوجته داخل السوق بأنهما يبحثان عن شيالة فناجين القهوة وطقم كاسات من النوع الفاخر، مشيرا إلى أن العيد السعيد يرتبط بعادات اجتماعية مثل تبادل الزيارات بين الأقارب وتناول الولائم، وهذا يتطلب الاستعداد بتأمين الأدوات اللازمة مثل شراء الفناجين ذات الموديلات الجديدة وكذلك (الشيالة)، إلى غير ذلك من الأدوات المنزلية الضرورية والتي يجب أن تكون متوفرة في كل مطبخ في العيد السعيد. أما علي باناجه (55 عاما) فقد فضل اصطحاب كل أفراد عائلته لشراء مجموعة من الأواني المنزلية تمهيدا لوليمة يقيمها كل عام للأسرة، ومن أبرز تلك الأواني التي يحرص على شرائها طقم سفرة وأطقم الكاسات وصحون الميلامين، من سوق الهنداوية وليس من المعارض المنتشرة في مختلف أنحاء جدة، لافتًا إلى أن مجيئه إلى سوق الهنداوية برفقة كل أفراد العائلة بسبب توفر كل الأواني ومستلزمات المطابخ المنزلية في مكان واحد. وزاد أمين أن اللافت للنظر أثناء تجولي في السوق هو ارتفاع الأسعار نوعًا ما مما يطرح علامة استفهام حول مدى الرقابة على محلات الأواني المنزلية والتي تشكل مواد استهلاكية في المطبخ السعودي. وعن أبرز أنواع الأواني المنزلية في هذا الموسم أوضح بائع التجزئة صالح با محرز أن أغلب طلبات الزبائن في هذا الموسم ارتفعت بنسبة 40% تقريبًا عن باقي الأيام العادية، مشيرًا إلى أن طلبات المستهلكين تنحصر في عدد من الطلبات من بينها (جكات) العصير والماء ذات الألوان الزاهية، وأطقم السفرة العربية من ملاعق وصحون ونحوه، وكذلك صحون التمرية والتي يقدم فيها التمر، ومقليات البطاطس و(دلات) القهوة، والخلاطات بأنواعها المختلفة، والفناجين المزخرفة، مشيرًا إلى أن زيادة الأسعار تكون في الموديلات الجديدة وفي محلات التجزئة أما محلات الجملة فغالبًا ما تكون الأسعار ثابتة، حسب قوله. من جهته قال عضو لجنة الأواني المنزلية بالغرفة التجارية بمحافظة جدة محمد صالح بن عفيف: «بالرغم من أن هذه الفترة هي الأبرز لتجار الأواني المنزلية منذ فترة طويلة إلا أن هذا الموسم هو الأقل من ناحية الطلب وذلك بنسبة 20% تقريبا عن الموسم الماضي وذلك لأسباب عديدة من أبرزها، ارتفاع تكلفة المعيشة في المملكة مما جعل المستهلك يقتصر على شراء المستلزمات الضرورية فقط». وحول سبب ارتفاع الأواني المنزلية واستغلال التجار للموسم في رفع الأسعار قال بن عفيف: «يواجه التجار عدة عوائق وعراقيل كارتفاع تكلفة فحص عينات من البضاعة في البلد المصدر بمبلغ أكثر من 4000 ريال، ومن ثم إعادة فحصها في جدة بمبلغ 5000 ريال تقريبا للعينتين إضافة إلى تكاليف شركات الحاويات وذلك ريثما يتم الانتهاء من إجراء الفحص بمبلغ 10000 تقريبا ريال ناهيك عن ارتفاع الأسعار من الخارج، وكذلك ارتفاع إيجارات المحلات التجارية في الهنداوية، وكل ذلك من فاتورة المستهلك الذي يعد الأكثر تضررا في هذه العملية التجارية». وقدر خبراء مختصون في الأواني المنزلية حجم مبيعات سوق الأواني بالمملكة بأكثر من 4 مليارات ريال سعودي، مؤكدين أن الإنتاج المحلي للمصانع لا تغطي سوق الأواني المنزلية في المملكة؛ ممّا يستدعي الاعتماد على الاستيراد الخارجي.
مشاركة :