أبوظبي:إيمان سرورلم تعقهم ساعات الصوم وارتفاع درجات الحرارة في شهر رمضان، حيث نراهم مثل خلية النحل يتنقلون بين مواقع العمل، حاملين وجبات الطعام الجاهزة التي أعدّت في مطاعم صحية، بعد التنسيق معها قبل حلول الشهر الفضيل، لتوزيعها في ساعات الغروب على العمال، ولمن تقطعت بهم السبل على الطرقات، ولم يدركوا موعد الإفطار الذي يجمعهم على موائد الطعام مع إسرهم. إنهم شباب برنامج «تكاتف» التابع لمؤسسة الإمارات، الذين نراهم في مثل هذه الساعات من كل عام يتولون تقديم خدماتهم المتفانية في تجهيز موائد الإفطار لجماعات من العمال في مختلف المواقع، يشاركونهم موائد الإفطار، ويعيشون معهم ساعة من الأجواء الروحانية.وأعرب شباب «تكاتف» عن رضاهم وقناعتهم بما يقومون به من عمل إنساني، تجاه الصائمين من عمال وصيادين وموظفين وغيرهم، أجبرتهم طبيعة أعمالهم أن يثبتوا في مواقعهم، لتظل حركة العمل متواصلة، مشيرين إلى أن كل فرد في هذا الشهر الفضيل يطمح إلى الراحة من أجل التفرغ إلى العبادة، ومن ثم الحضور بين أفراد الأسرة، عندما يرتفع أذان المغرب.وأكدوا أن العمال والموظفين يعيشون لحظات مختلفة عن بقية الناس، إذ تضطرهم الظروف إلى بذل جهد كبير، خصوصاً في الساعة التي يلتف فيها الناس حول مائدة الإفطار. ويبقون على هذه الحال حتى انقضاء رمضان، دون كلل، وأغلبهم يشعرون أنهم يؤدون واجباً إنسانياً يشعرهم بالرضا والسعادة.ويوزع الشباب، خلال الشهر الفضيل، نحو 6 آلاف وجبة صحية متكاملة تبرع بها أهل الخير، والمؤسسات الخيرية، ويوزّعونها في 9 مواقع للعمال في الدولة.وأكد المتطوعون أن الذين يفطرون خارج نطاق أسرهم، يتعرضون لضغوط، فضلاً عن تنامي مشاعر النقص الاجتماعي، إلا أن العمل على إسعاد الآخرين وتوفير وجبات الإفطار لهم يشعرهم بفرحة كبيرة.