النفايات الفضائية قنابل عمياء تحوم في مدار الأرض

  • 6/1/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

سيدني (استراليا) - حذر باحثون الأربعاء قبيل قمة لتنسيق الجهود الرامية لإزالة المخلفات في الفضاء، من خطر الكميات المتزايدة من المخلفات التي تتحرك بسرعة كبيرة في مدار الأرض مشيرين إلى أنها قد تؤدي إلى كوارث اصطدام بالأقمار الاصطناعية وتلحق أضرارا كبيرة. وفي ظلّ الاعتماد المتزايد على الأقمار الاصطناعية في مجالات الاتصالات والملاحة وتشغيل صناعات رئيسية بينها النقل والمال والطاقة، من شأن الكميات المتزايدة من المخلفات الفضائية أن تشكل خطرا على الاقتصادات العالمية. ما يقرب عن 170 مليون قطعة ممّا يسمّى "المخلّفات الفضائية" التي تُركت عقب مهمات إلى الفضاء، بأحجام متفاوتة من أكبرها كطبقات صواريخ إلى أصغرها كرقائق الطلاء، في مدار الأرض مع بنى تحتية فضائية تقرب قيمتها من 700 مليار دولار. كما يتم رصد حركة 22 ألفا من هذه المخلفات، مع البقايا الصغيرة القادرة على التنقل بسرعة تفوق 27 ألف كيلومتر في الساعة، ومن شأن القطع الصغيرة إلحاق ضرر كبير بالأقمار الاصطناعية أو تدميرها. بن غرين رئيس المركز الأسترالي للبحوث البيئية الفضائية الذي يستضيف مؤتمرا دوليا عن البيئة الفضائية، يستمر يومين في كانبيرا، قال إن "مشكلة المخلفات الفضائية تتفاقم سنويا". وأوضح أننا "نفقد ما بين 3 أقمار اصطناعية إلى 4 سنويا بسبب حالات الاصطدام بالمخلفات الفضائية. نحن على وشك، بحسب تقديرات وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) فقدان كل شيء بحلول السنوات الـ5 إلى الـ10 المقبلة". غرين ذهب حدّ التحذير من "حصول سلسلة كارثية من الاصطدامات قد تدمر كل الأقمار الاصطناعية في المدار بات ممكنا"، لافتا إلى أن عمليات اصطدام اضافية تؤدي إلى مزيد من المخلفات. تحذير شاطره الرأي فيه الخبير في المخلفات الفضائية موريبا جاه من جامعة تكساس الذي أكد لمحطة "ايه بي سي" الأسترالية "أظن أننا بالتأكيد على طريق ما يمكنني تسميته مأساة الموارد العامة"، مشيرا الى أن عملية اصطدام كبرى أمر "لا مفرّ منه" في حال عدم اتخاذ تدابير لمعالجة المشكلة. جاه شبّه الوضع بـ"القيادة وسط ضباب كثيف ووجوب التنقل ببطء شديد، ولا تعلمون ما يجري حقا من حولكم. هذا التشبيه الأمثل لوضع الفضاء حاليا". وإذا كان بن غرين قد أشار إلى أنّ علماء يطورون تقنيات من المقرر البدء باستخدامها في خلال 18 شهرا لرصد كل المخلفات بشكل يمكّن المركبات الفضائية من التحرك حولها، فإن أفكارا أخرى متداولة "للبحث في تطوير أجهزة ليزر متطورة" بطاقة كبيرة يتم توجيهها من الأرض إلى الفضاء بهدف "الدفع بالمخلفات جانبا بعض الشيء"، وهو برنامج بات جاهزا بنسبة 75 % وفق غرين. كما أن مهمة تجريبية يابانية لتنظيف الفضاء باستخدام "رباط" كهروديناميكي لإبطاء حركة المخلفات الفضائية ودفعها في اتجاه مدار أدنى، باءت بالفشل في فبراير/شباط. أما الخبير موريبا جاه فقد أكد أن "العوائق أمام بناء المركبات الفضائية تُذلّل تدريجيا ما يسهّل المهمة أمام الشركات الراغبة في إطلاق قطعها الخاصة".

مشاركة :