حدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب موعد الإعلان عن قراره بشأن اتفاقية باريس لحماية المناخ. وتشير توقعات مراقبين وتقارير إعلامية إلى أنه سيعلن الانسحاب من الاتفاقية، في حين حذر رئيس المفوضية الأوربية من الانسحاب وعواقبه. قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه سيعلن اليوم الخميس (الأول من حزيران/ يونيو) قراره بشأن بقاء الولايات المتحدة في اتفاقية باريس لمكافحة تغير المناخ، فيما قال مصدر مقرب من الأمر إن ترامب يعتزم الانسحاب من الاتفاق العالمي. وأضاف ترامب في تغريدة على تويتر أن الإعلان عن القرار سيكون في الساعة الثالثة مساء بتوقيت شرق الولايات المتحدة (19.00 بتوقيت غرينتش) في حديقة الورود بالبيت الأبيض، مختتما تغريدته بعبارة "لنجعل أمريكا عظيمة مجددا". وخلال حملته الانتخابية عام 2016 انتقد ترامب الاتفاق واصفا الاحتباس الحراري العالمي بأنه خدعة هدفها إضعاف الصناعة الأمريكية. وتعهد ترامب المنتمي للحزب الجمهوري آنذاك "بإلغاء" اتفاق باريس خلال مئة يوم من توليه الرئاسة في 20 يناير/ كانون الثاني ضمن جهود لدعم صناعتي النفط والفحم في الولايات المتحدة. الاتحاد الأوروبي يحذر من الانسحاب وقد يزيد قرار الولايات المتحدة الانسحاب من الاتفاق الفجوة مع الحلفاء الأمريكيين في أوروبا الذين يساورهم بالفعل القلق من ترامب ويشككون في جدارة الولايات المتحدة وقيادتها لواحدة من القضايا الرئيسية في العالم. وفي هذا السياق حذر رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس الأربعاء من الانسحاب من اتفاق باريس بشأن المناخ. وأشار يونكر إلى أن تغير المناخ يعرض 83 دولة لخطر الاختفاء من على الخريطة مع ارتفاع مستويات مياه البحار. وقال: "الأمر لا يتعلق فحسب بمستقبل الإنسانية في أوروبا، ولكن قبل كل ذلك، بمستقبل الإنسانية في كل مكان". كما حذر يونكر ترامب من أنه قد لا يكون الأمر سهلا كما يعتقد أن ينسحب من الاتفاق. وأضاف أن الأمر سيستغرق من واشنطن ما بين ثلاثة إلى أربعة أعوام لكي تنسحب. وبانسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق، فإنها تنضم إلى دولتين فقط لا تشاركان في اتفاق باريس وهما سوريا ونيكاراغوا. تداعيات على الاتفاق وينص الاتفاق على أن تلتزم جميع الدول تقريبا طواعية بمحاربة تغير المناخ عن طريق خطوات تستهدف الحد من الغازات المسببة للاحتباس الحراري مثل ثاني أكسيد الكربون الناتج من احتراق الوقود الأحفوري الذي ينحي عليه العلماء باللائمة في ارتفاع حرارة الأرض وارتفاع منسوب البحار والجفاف والعواصف الشديدة. وهو أول اتفاق عالمي للمناخ ملزم قانونا. وقد يكون للانسحاب الأمريكي تداعيات كبيرة على الاتفاق الذي يعتمد بشدة على التزام كبار الدول الملوثة للمناخ بخفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري. والولايات المتحدة ثاني أكبر مصدر لانبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون بعد الصين. وتشير بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية إلى أن التحول من الفحم إلى الغاز الطبيعي وهو من مصادر الطاقة النظيفة والزهيدة في السنوات القليلة الماضية قلص انبعاثات الكربون الأمريكية إلى قرب أدنى مستوى لها في 30 عاما. والولايات المتحدة ملتزمة بموجب الاتفاق بخفض انبعاثاتها ما بين 26 و28 في المئة عن مستويات 2005 وذلك بحلول سنة 2025. ع.ج/ م.س (رويترز، أ ف ب، د ب أ)
مشاركة :