عاد النصر إلى البطولات الكبرى بعد طول غياب، وجمع لقبي الدوري والكأس في موسم واحد، وفرحت جماهيره فرحا كبيرا، صبرت كثيرا، ودعمت كثيرا وحصلت على الفرحة المضاعفة أخيرا، تحديات واجهت إدارة النصر بارتفاع سقف الطموح تماشيا مع تاريخ النادي وعراقته، في مقابل غياب شركة راعية تكون عونا في تنمية موارده واستثماراته، وتتحمل كثيرا من الالتزامات التي تلتهم خزائن الأندية مستفيدة من الشعبية الجارفة التي يحظى بها النادي "الأصفر"، التي كانت في أعلى صورها الموسم المنصرم، وسجلت يوم التتويج التاريخي بلقب دوري عبداللطيف جميل أعلى رقم حضور لمباراة محلية باستاد الملك فهد الدولي بالرياض. الشركات الراعية تسوق منتجاتها بسهولة عن طريق الرياضة، وتحقق عوائد كبيرة بارتباطها بشراكات مع أندية جماهيرية، المهم أن تكون بيئة الاستثمار مناسبة، مع بداية السماح للأندية باستثمار شعاراتها في صور مختلفة كانت الأوضاع في نادي النصر غير مستقرة، ودخلت إدارته آنذاك في إشكالات مع مؤسسة استفادت من اسمه الكبير وجماهيريته من دون مقابل، كانت الخلافات والمشاكل سببا في أن يكون النصر بيئة غير جاذبة للشركات الكبرى التي ترغب في دخول مجال الرياضة، وأخذ حصة لتسويق شعاراتها ومنتجاتها، كان يمكن أن يحصل النادي على عقود شراكة أكبر من تلك التي أبرمها مع شركة الاتصالات السعودية، وانتهت بنهاية موسم 2012 2013 برغم ابتعاد فريق القدم عن البطولات سنوات طويلة. اليوم نحن نعيش مرحلة مختلفة في كل شيء، إدارة الأمير فيصل بن تركي التي يضم مجلسها نخبة من الأعضاء المميزين كل في مجاله حظي بثقة الجماهير وأعضاء الشرف رئيسا لأربع سنوات جديدة، وهذا أكبر داعم ومحفز لأي شركة ترغب في دخول مجال الرياضة عن طريق نادٍ كبير جماهيري وبطل، فنصر اليوم بات بيئة جاذبة ومثالية للاستثمار من جميع النواحي، يؤكد ذلك رجال الأعمال الشباب الذين ينضمون لهيئة أعضاء شرفه بين فترة وأخرى، وما خبر تخصيص عضو الهيئة رجل الأعمال شرف الحريري الذي يتولى ملف الاستثمار لمقرّ في مكان حيوي بالعاصمة لإدارة الاستثمار والتطوير وضمها لكفاءات إدارية متخصصة ومحترفة، إلا مؤشر لعمل جاد نحو نقلة نوعية ستكون محفزة للشركات للتقدم بعروضها. بداية الموسم الماضي استغلت شركات ضعف إقبال المستثمرين على الأندية وخواء خزائنها؛ وسط الالتزامات المرهقة والديون المتراكمة؛ لتقدم عروضا متواضعة لا تليق بهذه الأندية ولا بجماهيريتها؛ هناك من قبل ورضي بالقليل بعقود بخسة تمتد سنوات؛ فيما فضلت إدارة النصر الانتظار حتى نهاية الموسم، وعدم القبول بعرض لا يليق باسم وشعبية "العالمي"، وتحمل الرئيس ومن معه من الداعمين المسؤولية المالية كاملة، ليحقق فريقه بطولتين في غياب شركة راعية، ولا بد أن يفوز هذا النادي الكبير بعقد يتلاءم وما يملكه من تاريخ وإنجازات وشعبية جماهيرية في كل أرجاء الوطن العربي.
مشاركة :