كثف الطيران السوري قصفه أمس الأحد، على مناطق تسيطر عليها المعارضة المسلحة في محافظة حلب، شمال غربي البلاد، غداة مقتل 40 جنديا سوريا على الأقل، في تفجير عبوات ناسفة أسفل قاعدة للجيش في المحافظة. وأظهر تسجيل مصور بثه ناشطون في الإنترنت انفجارا هائلا، وتصاعد سحب من الغبار والحطام في الهواء وسط دوي أعيرة نارية في منطقة الزهراوي في حلب، حيث تقع القاعدة العسكرية. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن اشتباكات عنيفة اندلعت على امتداد خطوط القتال في المدينة المقسمة، حيث تصاعدت حدة القتال بين مقاتلي المعارضة والقوات الحكومية في الأيام الماضية. وقالت ناشطون سوريون إن القوات الحكومية كثفت غاراتها الجوية باستخدام البراميل المتفجرة على أحياء سكنية في مناطق خاضعة للمعارضة في حلب، مما أسفر عن مقتل 132 مدنيا خلال الأيام الثلاثة الماضية. وأفادت الهيئة العامة للثورة السورية بسقوط براميل متفجرة على منطقة السكن الشبابي في حي الأشرفية، ومناطق في حي مساكن هنانو، مما أدى إلى مقتل 11 شخصا على الأقل، من بينهم امرأتان. وذكر المرصد أن الطيران الحربي أطلق نيرانا من رشاشات ثقيلة على مناطق في أحياء الحيدرية وطريق دوار الجندول، كما قصف الطيران مناطق في بلدة الأتارب مما أدى إلى سقوط جرحى. وقالت «شبكة سورية مباشر» إن اشتباكات اندلعت بين مقاتلي المعارضة المسلحة والجيش السوري في حلب القديمة، وأضافت إن الجيش الحر استهدف بقذائف الهاون مقرات للجيش السوري في المدينة. إلى ذلك، نقلت وكالة آكي الإيطالية للأنباء أمس الأحد عن مصدر إعلامي سوري حكومي أنّ مقاتلي حزب الله اتجهوا للقتال في محافظة درعا وتحديدًا في بلدة نوى، حيث تدور اشتباكات عنيفة بينهم وبين مقاتلي المعارضة السورية. ويمسك مقاتلو المعارضة السورية منذ عامين بزمام المبادرة في غالبية المناطق الواقعة بمحيط محافظة درعا جنوب البلاد، حيث استطاعوا الحفاظ على مواقعهم في هذه المنطقة رغم الانتكاسات التي أصابتهم مؤخرا في وسط وشمال سوريا. فيما يتخذ المقاتلون الموالون للأسد في الجنوب مواقع دفاعية ويحاولون الحصول على تعزيزات من الخارج، وتفيد المعلومات القادمة من هناك عن دخول مقاتلي حزب الله إلى درعا وتحديدا إلى بلدة نوى لمواجهة تمدد المعارضة هناك. ويدلل دخول حزب الله في معارك درعا على خوف النظام من أن خيار الزحف نحو العاصمة من جهة الجنوب هو خيار واعد من الناحية العسكرية بالنسبة للمعارضة السورية التي لديها عدة مزايا في تلك المناطق. وهناك مئة كيلومتر فقط تفصل بين درعا وقلب العاصمة دمشق، وأقل من 40 كيلومترا بين درعا ومعاقل الثوار جنوب العاصمة، وهي مسافة أقصر بكثير من تلك اللازمة لتقدّم الثوار من معاقلهم في شمال البلاد نحو دمشق. كما أن انتشار وحدات جيش النظام في تلك المنطقة ضئيل، وهي معزولة في غالبية المناطق بعد تكبد كل من اللواءين 61 و90 التابعين لجيش النظام خسائر فادحة. إضافة إلى أن تنظيم داعش لم يسجل أي حضور في المناطق الجنوبية ما يخفف ضغطا على جبهات مقاتلي المعارضة. وتقاتل في درعا عدة فصائل بينها جبهة ثوار سوريا التي حصلت على عدد من صواريخ تاو الأميركية إلى جانب عدة فصائل غالبتيها تقاتل تحت لواء الجيش الحر وقيادة هيئة الأركان، يقدر عدد أفرادها بعشرين ألف مقاتل، فيما سجل تواجد ضعيف لجبهة النصرة التابعة للقاعدة في تلك المنطقة.
مشاركة :