ما حدث من تصريحات قطرية – يقال إنها مفبركة – أمر يزعج المواطن الخليجي قبل القادة، لأنه يثير شوشرة لا داعي لها ولا لإعلانها في هذا الوقت، حتى وان كانت، تلك التوجهات تمارس بالفعل، إلاّ أنّ ما يزيدها مرارة أنها من البيت الخليجي. المتابع العادي، دعك من المراقب المتخصص، يرى أن إيران دولة لا يمكن أن تكون ضامنة للاستقرار في المنطقة، لأنها، وبكل بساطة، وبشكل علني، هي التي تتباهى باحتلالها لأربع عواصم عربية بشكل أو بآخر، وهي التي تدعم الميليشيات الانقلابية هنا وهناك. لا نريد تأجيج النار، ولا نريد المزايدة على حساب خليجنا العربي، وليس من مصلحتنا، جميعاً، شق الصف الخليجي، فالمستفيد، بالتأكيد، هم أعداء الخليج العربي كدول وجماعات إرهابية، لن يكون ذلك الانشقاق إلاّ بمنزلة الهدية الكبرى لهم، والتي طال انتظارها. ينبغي أن يخرج المغردون من الموضوع، لأنه شأن القادة في المقام الأول، وما يؤكد هذا موقف قيادتنا وتريثها في كل أمر، فما بالك إذا كان الأمر يشي بتصدع في بيتنا الخليجي، ينبغي أن يترك الأمر للجهات العليا، من جانب قطر للتصحيح والاعتذار، ومن جانب القيادات الخليجية الأخرى القبول والتجاوز، فخليجنا يستحق التضحية. ليس من الحكمة، إن كان حجمك صغيراً أن تحاول أن تكون كبيراً بالإعلام المخادع ودعم الإرهاب والانضمام إلى صف العدو، لن تكون كبيراً إلاّ بالأفعال الحميدة والانضمام إلى إخوتك وفي صفهم، لا ضدهم، إلا إذا أردت أن تكون كالنملة عندما نما لها ريش، طارت فوقعت في النار فأحرقتها. لقد حدث ما هو أكبر من التصريحات في أوقات مضت وتجاوزتها القيادات الخليجية الحكيمة، فالناس، والقادة منهم، ليس بالضرورة أن يكونوا في مستوى واحد من الحكمة والأناة.
مشاركة :