بيروت: رنه جونيمدفع رمضان أحد أقدم الموروثات الرمضانية في لبنان، يعود تاريخه لأكثر من 100 عام. هو رفيق الصائم في يومياته وجرس إنذار بموعد الإفطار. وربما تكون مدينة النبطية جنوب لبنان المدينة الوحيدة التي تحفظ هذا الإرث الرمضاني فما إن يحين موعد الإفطار حتى يطلق الحاج خضر العنان لمدفعه القديم الرابض عند بيدر النبطية، طلقة اعتاد أبناء المدينة والقرى المجاورة على سماعها منذ أربعينات القرن الماضي، حتى باتت طقساً من موروثات شهر رمضان إلى جانب المسحراتي والحكواتي، وصناعة المشاطيح والكلاج والقطايف وغيرها.لم ينقطع الحاج خضر عن إطلاق المدفع يومياً، بقي حريصاً على إحياء هذا الموروث الشعبي، الذي بات جزءاً من ذاكرة وهوية المدينة التي تعيش أجواء رمضان على طريقتها، وحافظت على تقليد إطلاق المدفع لإعلان موعدي الإفطار والإمساك عن الطعام والشراب خلال شهر الصوم. يساعده ابنه في تجهيز المدفع وإطلاقه في بعض أيام رمضان. يقول محمد: «نحن منذ كنا صغاراً اعتدنا المجيء إلى هنا ننتظر الأذان وقت الإفطار حتى نسمع صوت المدفع. تعودنا على هذا».مدفع النبطية يستمر عند البيدر حاضراً وما زال العم خضر يحضر يومياً قبل أذان المغرب ليطلق صافرة الإفطار، شاهداً حياً على عادات رمضان التي طواها الزمن. فبعد أن غاب المسحر، وانقرض الحكواتي، ما زال المدفع شاهراً سلاح البقاء يؤرشف لمرحلة مهمة من تاريخ الشهر المبارك.
مشاركة :