يعد مدفع الإفطار القديم التابع لشرطة عجمان، أحد أهم التقاليد الرمضانية التي تحتضنها الإمارة في شهر رمضان المبارك، وأصبح طقساً ينتظره السكان لحظة الإفطار، ولهذا المدفع مسيرة طويلة في صناعة الفرحة، فهو إرث أهدته الحكومة البريطانية للمغفور له الشيخ راشد بن حميد النعيمي في الخمسينات من القرن الماضي، هو من صناعة بريطانية تعود لعام 1943. يروي المقدم حسين محمد عبد الله الورس رئيس قسم النقليات بإدارة الخدمات المساندة بشرطة عجمان، مسيرة المدفع منذ تسلمه من الحكومة البريطانية ويقول: تولى إطلاقه بعد تأسيس شرطة عجمان عام 1967 النقيب سالم طارش رحمه الله، واقتصر على الأعياد حينها، وفي العام 1977 عُين المقدم حسين الورس مساعداً له برتبة عريف، وفي 1982 أحيل النقيب سالم طارش إلى التقاعد، فتم تعييني مشرفاً على المدفع بمساعدة الشرطي جلال ثم تقاعد وتسلم بعده الشرطي فريد علي، وكان يتم إطلاق المدفع في مصلى العيد بجانب متحف عجمان في الأعياد ووقت الإفطار طيلة أيام رمضان، وفي العام 2014 ونظراً لتسارع الحركة العمرانية وكثرة الأبراج والأبنية في المنطقة والصوت المرتفع للمدفع تم نقله إلى ساحة قصر الزاهر في منطقة الراشدية.ويضيف: أمر صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان، بشراء مدفعين حديثين، تم تثبيت أحدهما في ساحة قصر الزاهر والآخر متنقلاً بين مساجد الإمارة لينشر الفرحة والسعادة بين الجمهور وقت الإعلان عن موعد الإفطار في أيام شهر رمضان، ويشرف على إطلاقهما كل من النقيب منصور محمد صالح، والمساعد أول صقر حمد الصوفي من إدارة الخدمات المساندة.وأولى المقدم الورس اهتماماً خاصاً بالمدفع البريطاني وتجرى له صيانة دورية خاصة ليحافظ عليه إرثاً تاريخياً تمتد فرحته عبر الأجيال، ولا يزال المدفع رمزاً للبهجة ينتظره الصغير والكبير إيذاناً بحلول موعد الإفطار، في مشهد يتكرر يومياً في شهر رمضان المبارك.
مشاركة :