نورة عبد الرحمن: الإبداع الفني الحقيقي لحظة عفوية

  • 6/2/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

مسقط: «الخليج»نورة عبد الرحمن الزدجالي فنانة تشكيلية، يستهويها الرسم وتحلّق في فضاءاته حالمة شاعرة تعبر عن أحاسيسها بالألوان. التحقت بجمعية الفنون التشكيلية في عمر مبكر، وكانت بعمر 18 سنة عندما شاركت بأول معرض لها، وتأثرت تجربتها برواد الفن التشكيلي العماني ومنهم الفنانة مريم الزدجالي، وتدرجت في رسم شخصيتها الفنية بهدوء وتأنٍ. كان ل«الخليج» الحوار الآتي معها: تتحدث نورة عن البدايات التي صاغت توجهها الفني منذ سنوات عمرها المبكرة فتقول: «كانت بداياتي مع الفن التشكيلي منذ نعومة أظفاري كمعظم الفنانين، يستهويني الرسم، وتشدني الألوان، متعتي وجميع أوقات فراغي كنت أقضيها بالرسم والتلوين، وبطبيعة الحال تميزت في حصص الرسم بالمدرسة وجميع مدرسات التربية الفنية لاحظن اهتمامي وشغفي وموهبتي، الأمر الذي دفعني لحضور الدورات التي كانت تقيمها الجمعية العمانية للفنون التشكيلية، وأنا في الثانية عشرة من عمري، وتلا ذلك التحاقي بمرسم الشباب بعد ٣ سنوات، حيث أشرف الفنان يوسف الرواحي على تعليمي أساسيات التظليل والأبعاد في تلك الفترة، وفي الثانوية العامة كرمت من قبل مديرة المدرسة الأستاذة عايدة الجمالي على مجهودي في قسم الأنشطة الفنية ومشاركتي بالمعارض داخل وخارج المدرسة، وكانت سنة ١٩٩٩- ٢٠٠٠ م أول مشاركاتي في الجمعية العمانية للفنون التشكيلية في معرض الفنانات وأنا ابنة 18 عاماً.وتتابع نورة حديثها عن الأشخاص الذين أثّروا بتوجهها الفني فتقول: تأثرت طبعاً برواد الفن التشكيلي العُماني ومنهم الفنانة مريم الزدجالي والفنان أنور سونيا والفنان حسن مير والفنان سعود الحنيني وذلك عندما كنت أركز على الواقعية في أسلوبي الفني. ويمكنني اليوم وصف أسلوبي والطريقة التي أنتهِجها بأنها تميل إلى التعبيرية الرمزية وهي في الواقع تراكمات من الماضي مرتبطة بذكريات الطفولة العفوية ممزوجة بحنين دافئ. وأغلب الشخصيات هي من وحي الخيال وقد تكون واقعية في بعض الأحيان، وأجدني كذلك أميل إلى إدراج بعض العبارات أو الشعر في اللوحات وأحياناً بعض قصاصات من الكتابات لأعبر من خلالها عن شدة تعلقي بالقراءة التي تجعلني أبحر في عوالم لا مرئية. وعن علاقتها بالألوان تقول: حكايتي مع الألوان مملوءة بالشغف والمتعة والفلسفة، فالألوان التي أميل لاختيارها في أعمالي تتنوع بين تدرجات البني والأزرق والبرتقالي، وكلها تعكس تعلق المرأة بأرضها وبيتها وجذور وطنها وتمتزج مع ألوان الأرض، حيث ارتباطها الوطيد باستمرارية الحياة في هذه الأرض رغم ما تشعر به من الرغبة الجامحة في التحليق في السماء كالطيور، تبحث عما وراء المخفي بين الكتب وفناجين القهوة والنجوم، وحين تصل تلك المرأة إلى المرحلة الذهبية في روحها الإنسانية تلك التي تجعل العطاء لديها بلا حدود، تلك الأم الحنون والابنة والأخت والزوجة التي تحتضن عائلتها بكل دفء، وضع الله تعالى في قلبها رحمة من رحماته، حتى يتوازن هذا الكون بما فيه وجعل للمرأة لباس الذهب لأنها تستحق أغلى ما تملكه الأرض.يعد معرض «السمط» أحدث مشاركات نورة الفنية وعنه تقول:»جاءت مشاركتي في معرض «السمط» بعد تخطيط طويل مع مجموعة من الفنانات العمانيات البارزات، و»السمط» هو قرص فضي يتوسط القلائد الفضية القديمة التي كانت النساء ترتديها في عمان قديماً وما زالت إلى اليوم، وهذا القرص شهد تطوراً اليوم، حيث يأتي محفوراً عليه رموز ونقوش جميلة أغلبها دوائر ومثلثات فضية، وتم اختيار هذا الاسم عنواناً للمعرض لأنها قطعة دائرية فنية تراثية خاصة بالأنثى، وهي تجسد جميع المعاني الحاضرة بالمعرض الخاص بالفنانات وبأعمالهم الدائرية الشكل والتي تتحدث عن موضوعات الأنثى والمرأة والجمال بالإضافة إلى النقش والزخرفة.ومعرض «السمط» هو امتداد لمعرض سابق شاركت فيه نفس الفنانات وأقيم في نفس التاريخ قبل عام تحت عنوان «يوم الأم»، بمناسبة الاحتفالية بيوم الأم، وعليه قررت نفس المجموعة بأن يستمر هذا المعرض على نفس النهج بأن تقيمه بشكل سنوي، تكريماً للأم وللمرأة بشكل عام، على أن يتزامن إقامة المعرض في شهر مارس من كل سنة.

مشاركة :