الشارقة: عايدة عبدالحميد جاء ذلك خلال الجلسة الثانية، ضمن فعاليات المجلس الرمضاني المشترك للمكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، ومؤسسة الشارقة للإعلام، التي عقدت يوم أمس، على مسرح المجاز في الشارقة، بعنوان: «ثقافة المبادرات الإنسانية والخدمة الاجتماعية» بحضور الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، وشارك فيها الدكتور حمدان المزروعي، رئيس مجلس إدارة الهلال الأحمر، وعفاف المري، رئيسة دائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة، وأدارها الإعلامي حسن يعقوب، مدير قطاع الإذاعة في مؤسسة الشارقة للإعلام.حضر الجلسة محمد خلف المدير العام لمؤسسة الشارقة للإعلام، وطارق سعيد علاي مدير المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، والدكتور رشاد سالم مدير الجامعة القاسمية، وعدد كبير من المهتمين بالمجالات الإنسانية والتطوعية والإعلاميين.وقالت الشيخة لبنى القاسمي: إن صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، قال عند تأسيس وزارة التسامح «لا بدّ لنا من إعادة إعمار في تعزيز التسامح ونبذ الكراهية والتعصب». وهو ما تعمل عليه الوزارة وفق برامج متعددة ومتنوعة.وأشارت إلى أن التعايش والتسامح هما من القيم المجتمعية في الإمارات، ونفتخر أن هذه القيم من إرث المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان، طيب الله ثراه، الذي كان دائماً يتحدث بخطاب ولغة «بشر وناس»، حيث إن التعامل مع الآخر يجب أن يُبنى على أنه إنسان في المقام الأول، ولكن في باطن الأمور التي تحدث حولنا اليوم، نرى أن لغة الكراهية زادت، وفي كثير من الأخبار الإعلامية لا نسمع الكلمات الإيجابية، كما أن تأجيج الخطاب في مسألة التمييز بين الناس صار هو الغالب.وأوضحت أن الوزارات في الأصل تعمل على تقديم الخدمات لأفراد المجتمع، لكن وزارة التسامح جاءت لتعزيز الجزء المتأصل عندنا، وهي قيم موجودة، ولكن الظروف تجبرنا على أن نتوجه إلى ما يسمى «مأسسة القيم».وأضافت: «لا يُخفى علينا جميعاً أننا نعيش في مجتمع يعدّ مثالياً لعوامل عدة، منها تحقيق العدل والقانون على الجميع، وهناك أبناؤنا المتواصلون مع كل العالم عبر الإنترنت، ما يجعلنا نرجع إلى قيمنا وعاداتنا وتعزيز هذه القيم مع الآخرين وإحياء اللغة الإيجابية، حتى نسهم في تعزيز مجتمعنا بالقيم التي أسس عليها». تعزيز حوار الأديان وبيّنت الشيخة لبنى، أن هناك مبادرات مثل رابطة المتطوعين بالتعاون مع مؤسسة الإمارات للشباب، هي جزء من نشر ثقافة التسامح، ويتركز عملنا على الشمولية. كما توجهنا إلى رواد التواصل في الدول العربية، الذين يجدون متابعةً كبيرة لدى الشباب، وبعضهم وصل إلى أكثر من 100 مليون متابع، وهذا رقم كبير. ولأن التحديات كبيرة أيضاً، هناك واجبٌ على كل إنسان، خاصة الإعلام الذي عليه مهمة كبيرة في إيصال الحوار السليم والإيجابي، ويجب أن نُعلّم الناس كيف يكون عندهم ثقافة متكاملة، وأن يعرفوا التمييز بين الأخبار الحقيقية والمزيفة. كل المتغيرات حولنا، وحتى ثوابتنا نفسها أصبحت تتغير في ظل هذه التحديات التي نعيشها، ليس في مجتمع الإمارات فقط، ولكن في كل العالم، ولذلك لا بدّ أن نحصّن أولادنا بالوعي، وفي تعليمه التعايش والتسامح مع الآخرين.وأضافت: تشرفنا بالعمل خارج الدولة على فكرة تعزيز حوار الديانات، وحوار الحضارات، ونتحدث عن ذلك في كل المنتديات العالمية، ونجد تقبلاً كبيراً من الآخرين، وفي ملتقيات الأمم المتحدة كانوا يقدموننا للحديث، ويقولون هذه دولة متقدمة ومختلفة، مؤكدة أن وجودنا لم يأت من فراغ في هذه الوزارة، فقد كان هناك برنامجٌ متكامل، والى جانب وزارتنا أُعلن عن وزارة الشباب، وأخرى للمستقبل، وكل هذا العمل لمصلحة الشباب حتى لا يكونوا طُعوماً للمنظمات الإرهابية، ولذلك لا بدّ من العمل معهم، والتفكير في مستقبلهم، لأن هذا الجيل مختلف حتى على مستوى اللغة، والتربية، ومهم جداً التركيز عليهم، خاصة على مستوى الوظائف. ونحن مقبلون على ثورة عالمية صناعية جديدة ومختلفة، وهناك توجه لفقدان الناس لوظائفهم، وأنا كوني رئيسة لجامعة زايد، أرى أنه لا بدّ لنا من توافق بين وزارة التعليم العالي وسوق العمل حتى نوفر الفرصة للشباب للعمل. إشراف رسمي وأشار الدكتور حمدان المزروعي، إلى أهمية التطوع وضرورة نشر ثقافته لكثير من الأسباب، مع ضرورة التقيد بأن تكون الأعمال التطوعية للجمعيات والأفراد تحت إشراف رسمي، تنظيماً لها، وللاستفادة من الجهود، ومنعاً لتعرض الأفراد لكثير من التحديات والمخاطر، وبيّن فوائد التطوع مؤكداً أنها كثيرة للمجتمع والأفراد، حيث يؤثر إيجابياً في النفس التي تجد فيه رضا وسعادة. مشيراً إلى دراسة حديثة أجريت في بريطانيا توصلت إلى أن التطوع له تأثيرات إيجابية في صحة الإنسان وجهاز المناعة لديه.وقال «إن الأعمال التطوعية هي عملية سد الحاجة من ذوي كفاءة معينة لحل مشكلة من المشكلات، ولذا فهي سمة تمتاز بها المجتمعات، وتبرز مدى ثقافة الناس، إلى جانب أنها علامة فارقة في المجتمعات، وتعمل على سدّ الحاجة، وتحقق التكافل والانتماء، كما تسهم في نقل الإنسان من السلبية إلى الإيجابية، وتعمل على إصلاح الأخطاء ومساعدة الآخرين، ما يقود إلى مواطنٍ صالحٍ، وإذا تحققت ثقافة التكافل والتطوع نجد لدينا مجتمعاً متكافلاً ومستقراً».وقدم الشكر كل من يفكر في العمل التطوعي، لكن من الضروري جداً أن يكون ذلك تحت مظلة رسمية، لأن هناك تحديات كثيرة تواجه المتطوع، منها: الأمن والأمان والتعاون مع الجهات المختلفة في أماكن الكوارث وغيرها، لذا لا بدّ من تأهيل المتطوع تأهيلاً جيداً، ووضع خطة عمل منظمة لأن الفوضى تؤدي إلى مشكلات أكبر. مبادرات صحية وتحدثت عفاف المري، رئيسة دائرة الخدمات الاجتماعية، عن مركز التطوع، وكانت التوصية من المجلس الاستشاري بإشرافه على العمل التطوعي، وتنظيم العمل التطوعي وحساب معدلات ساعات التطوع وأعداد المتطوعين، لأنها مقاييس ومؤشرات مهمة، مشيرة إلى أن أعداد المتطوعين في المركز تجاوزت الألف، يجدون الفرصة للمشاركة في مختلف فعاليات الشارقة، وفق جدول عملٍ.وقالت عن مبادرات الدائرة للمسنين «الحمد لله إن إمارة الشارقة وتحديداً في سبتمبر 2016، نالت عضوية الشبكة الدولية للمدن المراعية للسن، بعد لقاءات مع المسؤولين في منظمة الصحة العالمية الذين اطلعوا على مبادرات الإمارة المتعددة للمسنين، ومنها: «التأمين الصحي لمن تجاوز 60 عاماً، والوحدات الطبية المتنقلة لعلاج الأسنان والصحة العامة، وتقديم الخدمات المختلفة التي وصل عدد مركباتها إلى 32 مركبة تذهب إلى المسن في منزله، والأندية النهارية التي طبّقت داخل الدولة وخارجها وشكلت متنفساً رائعاً لهم».وأوضحت أهمية العناية بالمسنين، كونهم قوة شرائية، ومستثمرة في كل أنحاء العالم، وفئة نشيطة، وأغلب أصحاب الثروات في دولة الإمارات والعالم، هم من المسنين، ما يعني أنهم يعملون ويقدمون خدمات كبيرة للمجتمع الذي يعيشون فيه، وليسوا عاجزين كما نتصور، بل فئة قليلة منهم، كما أن الهرم الديموغرافي للسكان والأعمار سيتغير في المستقبل القريب ليكونوا هم الفئة الغالبة.وتحدثت عن أحدث المبادرات الصحية الخاصة بالمسنين، مشيرةً إلى أنها عملت مؤخراً على زيادة العيادات المتنقلة، كان آخرها العيادة الطبية التي يمكن أن تستقبل جراحات اليوم الواحد، وعيادتي العلاج الطبيعي للمسنين من طريحي الفراش، والأسنان اللتين أطلقتا سابقاً، كما تعمل الدائرة على عودة التمريض المنزلي الذي يحقق فوائد كبيرة للمريض والمستشفى، فضلاً عن السعي لحل مشكلة النقل الخاص للمسنين لمراجعة المستشفيات.وفي ختام الجلسة كرّم الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، يرافقه محمد خلف وطارق علاي، المتحدثين و«بيت الكندورة» راعي الجلسة.
مشاركة :