العنف الخفي - مقالات

  • 6/3/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

قد يظن البعض أن العنف فقط ظاهر، وهو العنف الجسدي الذي يترجم بالضرب والجرح والإيذاء وهو المعاقب عليه قانوناً.لكن في الواقع، اذا ما تمعنا في تصرفات البشر، سنجد عنفاً آخر نفسياً مستتراً له أدوات وأشكال مختلفة، وهو ما وصفه الفيلسوف الفرنسي جاك دريدا، بـ «العنف الخفي»، وهو يشكل ما يظنه البعض، افضلية له وتأكيداً له وامتهاناً وتحقيراً للاخر، او حتى التقليل من شأنه في نواح اخرى.فأنت في لحظة او اقل، تقرر بان الطرف الاخر ليس مؤهلا ليحادثك او يناقشك، او انه اقل منك فهماً واستيعاباً،او حتى بحظر شخص ما في وسائل التواصل الاجتماعي ، بعدما كان في المنطقة المشتركة بينكما، او عندما تقرر عدم التحية بعدما كنت من المبادرين بالسلام،وهو نوع من الاقصاء والتطرف والبعد عن الرقي والتحضر.هذه حالات بسيطة يمكن القياس عليها لما هو ابعد او حتى تأثيرها على المدى البعيد من حدوث شرخ للعلاقات الانسانية والجفاء، ومن بعدها القطيعة والخصام والنفور الفعلي.... فأنت تشعر بأن الطرف الآخر قد طردك او على ابسط تقدير لم يحفل بك.والجدير بالذكر بان العنف المستتر اكثر ما يكون ضد النساء بوصف مجتمعاتنا «ذكورية».المسافة بين البشر، مسافة للدين والاخلاق فيها دور مهم، لقول الرسول - صلى الله عليه وسلم ـ «إنما الحلم بالتحلم».ورمضان فرصة لإعادة تقييم الذات ومحاسبة النفس عند انفلاتها والتعامل بالمودة والتهذيب والاستحسان وقبول الآخر والرحمة بعيداً عن سوء الفهم والظن بالآخر شراً.petiteadvocate@gmail.com

مشاركة :