«مليحة».. نافذة مشرعة على التاريخ

  • 6/3/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

الشارقة (الاتحاد) تحمل وجهة مليحة للسياحة البيئية والأثرية في الشارقة، قيمة كبيرة، حيث يأتيها السياح من كل أنحاء العالم، مستمتعين بخصائصها الطبيعية الفريدة من أفق رحيب مضياف، إلى كثبان رملية متفاوتة الأحجام والألوان، ترسم لوحة فنية خلابة تأسر ألباب الناظرين إليها، وتثري تجربة المغامرين وسط الصحراء. هذه الواجهة الفريدة من نوعها، وبما تضمه من مقومات وعناصر، تجعل منها متحفاً مفتوحاً، ونافذةً مشرعة على الزمن لكل مهتم بالتاريخ من الباحثين والأكاديميين، وعلماء الطبيعة والجغرافيا، والمهتمين بالآثار والحضارات، وحتى الطلبة الشغوفين بالتعرف إلى أحد الفصول المهمة في التطور البشري والحضاري في المنطقة منذ القدم. وتضم مليحة للسياحة البيئية والأثرية، العديد من عوامل الجذب، مثل مركز مليحة للآثار، والمواقع الأثرية المنتشرة في المنطقة، فضلاً عن مقومات ممارسة الأنشطة والمغامرات الصحراوية المختلفة، بما فيها المناطق المخصصة لأنشطة السفاري، ومناطق التنزه، ومقهى مليحة الذي يقدم بدوره قائمة شهية من المأكولات والمشروبات. بدوره، تم تصميم مركز مليحة للآثار كمتحف يمنح الزائرين نظرة عميقة لتاريخ المجتمعات البشرية القديمة في المنطقة، ويضم المركز معروضات من المكتشفات الأثرية، وعروضاً تثقيفية عن الحقب التاريخية التي عاصرتها المنطقة، وردهات للجلوس والاستراحة، ومقهى للاسترخاء والاستمتاع بالمشروبات والمأكولات اللذيذة، إلى جانب شاشات تفاعلية تعرض أفلاماً وثائقية عن تاريخ مليحة، ولافتات إرشادية تستعرض تفاصيل المنطقة. ويقول محمود راشد السويدي، مدير مليحة للسياحة البيئية والأثرية: «لا تتوقف الأسرار التاريخية التي تبوح بها منطقة مليحة الأثرية عن التدفق، واندهاش المتابعين والزوار، بتفاصيل ما مر على هذه المنطقة من حضارات وعصور تركت خلفها آثار ومكتشفات تعود في تاريخها إلى آلاف السنين، لذلك فنحن نعتبر مليحة، وجهة رئيسية في دولة الإمارات والمنطقة، ليس فقط للسياحة والترفيه، بل للبحث والدراسة من قبل المهتمين بالتاريخ وعلوم الآثار، والمستكشفين، والشغوفين بمعرفة طبيعة ما شهده الإنسان في هذه المنطقة منذ فجر التاريخ». كما يُمنح الزوار فرصة القيام بجولات حرة برفقة مرشدين سياحيين في المواقع الأثرية والمواقع الطبيعية في المنطقة، للاطلاع على ما تركه السابقون من رسومات وكتابات ومنشآت وأدوات مختلفة، توسم الحقبة الحضارية التي عاشتها التجمعات البشرية المختلفة هناك. وتتضمن الجولات الحرة في منطقة مليحة، التعرف والاطلاع عن قرب على المكتشفات والآثار، والاستمتاع بالمناظر الطبيعية، وتسلّق قمة صخرة الأحفور، وزيارة وادي الكهوف، وصخرة الجمل، ومخيم صراع البقاء، ورحلات استكشاف على الأقدام، وأخرى على الدراجات الهوائية، بالإضافة إلى رصد النجوم ليلاً، ومجلس غروب الشمس الذي يتضمن تجربة للشواء في الهواء الطلق. ويُعد مشروع مليحة للسياحة البيئية والأثرية واحداً من أكثر المواقع الأثرية تنوعاً في المنطقة لما تضمه من آثار ومكتشفات تعود للعصر الحديدي، ومقتنيات من العصور التاريخية المغرقة في القدم، والتي أثبتت الدراسات والأبحاث حولها أن بعضها يعود إلى دولٍ ومناطق عديدة من العالم ما يدلل على أهمية المنطقة كمركز للتجارة عبر العصور، فضلاً عن بقايا ضريح أم النار الأثري ومجموعة من القبور والمدافن الأثرية التي تعود إلى الألفية الثالثة قبل الميلاد.

مشاركة :