أعلن الجيش الجزائري أمس أن قواته قتلت متشددين مسلحين ينتميان إلى المجموعة التي هاجمت دورية للدرك الوطني يوم الأربعاء بولاية البليدة (50 كلم جنوب غربي الجزائر) ما أدى إلى إصابة أربعة جنود بجروح.وقالت وزارة الدفاع الجزائرية في بيان «لقد قضت مفرزة للجيش الوطني الشعبي صباح اليوم (أمس الجمعة) بمنطقة بن صاري الواقعة شمالي - غرب بلدية بوقرة، ولاية البليدة، على إرهابيين خطيرين».وعلى غير العادة كشفت وزارة الدفاع اسمي القتيلين، وهما عبد الرحمن شارف ومحمد بشير نواري، بينما كانت تكتفي في السابق بالإشارة إلى الأسماء بالحروف الأولى فقط.من جهة ثانية، وفي سياق غير متصل، أعلن عشرات الكتاب والمثقفين والصحافيين الجزائريين تنظيم مظاهرة اليوم بالعاصمة، تنديدا بفضائية محسوبة على السلطات، على إثر الإيقاع بأشهر الروائيين في مشاهد «كاميرا مخفية» تضمنت مشاهد عنف غير مسبوقة، تمثلت في استنطاقه لمعرفة ما إذا كان مسلما وينطق بالشهادتين، على اعتبار أنه معروف بمواقفه المعادية للإسلاميين.والتقى ليلة أمس أكبر المثقفين بالبلاد، واتفقوا على أن تكون المظاهرة يومه السبت أمام مبنى «سلطة ضبط سمعي البصري»، وهي آلية استحدثتها السلطات في قانون الإعلام عام 2012، وكلفتها بمراقبة مضامين ما تبثه نحو 50 فضائية خاصة ناشئة. وسبق لها أن تدخلت ومنعت مواصلة بث برامج احتوت مشاهد عنف أو أساءت للدين والآداب العامة. وستكون المظاهرة بمثابة تضامن مع الروائي رشيد بوجدرة (78 سنة)، الذي كان ضحية برنامج «رانا حكمناك» (ألقينا عليك القبض)، الذي بث في شهر رمضان.وخرج اجتماع المثقفين والناشطين ببيان حاد رفعوه إلى السلطات، اختاروا له عنوان «لم يعد الصمت ممكنا»، جاء فيه «لقد سجّلنا في الآونة الأخيرة تفاقم حالات التضليل والخداع، التي تمارسها وسائل الإعلام على الجمهور تحت تسميات البرامج الترفيهية الخاصة بشهر رمضان، بلغت درجة قصوى من التحريف وتشويه الوعي الممارس على جمهور وسائل الإعلام، تتضمن الإساءة للثقافة والفكر والذوق، وكثيرا من العنف المسلط على الأسر والأطفال».وتحدثت وثيقة المثقفين عن «اعتداء سافر ومقصود على الروائي الكبير رشيد بوجدرة، في برنامج تلفزيوني، شكل صدمة للمثقفين والمشاهدين والمجتمع المدني عموما بسبب موضوع الحلقة أولا، وأسلوب الترويع الذي مورس على الرّوائي في استنطاقه والتدخل في حريته الشخصية ثانيا، وإرغامه على التصريح بعقيدته قسرا وبالتهديد ثالثا وأخيرا».ووقع على الوثيقة كتاب معروفون، أمثال أمين الزاوي وعبد العزيز بوباكير وناصر جابي، الذين اشتهروا بتأثيرهم في الرأي العام المحلي، ويعرفون خاصة باستقلالهم عن الحكومة.أما بوجدرة فيوجد تحت الصدمة منذ خضوعه للاستنطاق في البرنامج. ونقل عنه مقربون منه أنه سيتابع القناة قضائيا. وظهر بوجدرة، الذي يكتب باللغتين العربية والفرنسية في البرنامج مرعوبا بعد أن اتهمه عناصر أدوا دور رجال أمن، بـ«التخابر مع جهات أجنبية». كما اتهموه بالإلحاد وأجبروه على النطق بالشهادتين كدليل على أنه مسلم، وإلا فسيكون مصيره السجن. وأذعن بوجدرة للأوامر ودافع عن نفسه بأنه مسلم وليس ملحدا، وبأن تهمة التخابر غير صحيحة. وبدا المشهد مهينا له وبالتالي لكل المثقفين.ودعا المثقفون الغاضبون وزيري الداخلية والعدل إلى «استخدام صلاحياتهما والتحرك أمام القضاء لوقف الاستغلال الذي يتم لأجهزتهما الأمنية والقانونية خارج الأعمال الفنية والدّرامية». وطلبوا من وزير الإعلام ورئيس سلطة الضبط السمعي البصري «تحمل مسؤولياتهما لوقف التدهور والتصدي للمخالفات والانحرافات لردع المخالفين للقانون والمخالفين لمبادئ وأخلاق مهنة الصحافة».
مشاركة :