في حين يتباهى ملايين الفرنسيين بالإعلان عن عطلتهم على شبكات التواصل الاجتماعي، ارتأى رئيس الجمهورية فرنسوا هولاند ووزراؤه الـ 38 التحفظ على ذلك في بلد يمر بأزمة اقتصادية طاحنة، بحسب الفرنسية. فقد طلب من رئيس الوزراء جان مارك ايرولت وفريقه الحكومي البقاء في فرنسا مع الاحتفاظ بالهاتف في متناول يدهم، لفترة راحة من خمسة عشر يوما بعيدا عن الأضواء. وأصدر هولاند التعليمات شخصيا، وقال أثناء زيارة إلى جنوب غرب فرنسا إن العمل مستمر أثناء العطلة. فهو مستمر بطريقة أو بأخرى. ومثلما يفعل معلم المدرسة فرض هولاند على الوزراء واجبات أثناء الإجازة، إذ عليهم أن يرفعوا إليه مذكرة حول فرنسا في أفق عام 2025 أثناء ندوة عمل في 19 أب (أغسطس). لكن لماذا يحرص أعضاء السلطة التنفيذية إلى هذا الحد على تجنب التلفظ بكملة إجازة في حين لا يتخلى معظم الفرنسيين لأي سبب عن إجازتهم السنوية التي تستمر 36 يوما كمعدل وسطي، وهو أحد الأنظمة الأكثر سخاء في أيام العطل في أوروبا؟ وما زال فرنسوا هولاند يوجه أنظاره إلى استطلاعات الرأي، التي تظهر انخفاض شعبيته. فما كاد ينتخب في أيار (مايو) حتى تدهورت شعبيته من 61 في المائة إلى 46 في المائة في أيلول (سبتمبر). ولن يمنح هذه السنة أي فترة استراحة إلا بعد عودة رئيس الوزراء إلى عمله نحو 12 أب (أغسطس) ولخصت المتحدثة نجاة فالو بلقاسم الوضع بقولها لن تكون السلطات في إجازة، هناك القليل من الراحة لأعضاء الحكومة. ولم يعرف مكان اصطياف الرئيس، وربما يكون في مقر إقامة رسمي في المنطقة الباريسية في فرساي على بعد عشرة كيلومترات من قصر الإليزيه. وأشار وزير البيئة الجديد فيليب مارتان إلى أنه يجب ألا ننسى أن أناسا يتعذبون ويواجهون مصاعب، يجب أن نعمل من أجلهم. ومع الأزمة ونسبة بطالة قياسية يتزايد عدد الفرنسيين، الذين يبقون في منازلهم، ولفت مركز الأبحاث لدراسة ومراقبة الظروف المعيشية في أب (أغسطس) 2012 إلى أن 65 في المائة من الفرنسيين كانوا يخصصون لأنفسهم في 1995 إجازة سنوية لبضعة أيام للترويح عن أنفسهم والابتعاد عن رتابة الحياة اليومية. لكن لم يعد عددهم يتجاوز 58 في المائة. وأضاف المركز أن الأكثر فقرا محرومون بالتأكيد من المشاريع الجميلة، التي تزدهر على الإنترنت. وفي داخل الحكومة لا يشعر آخرون بتبكيت الضمير مركزين على الأسس التاريخية للعطلة، فاليسار مع العطلة المدفوعة، سنأخذها بدون شعور بالذنب كما قال وزير الاستهلاك بونوا هامون ملمحا إلى الإصلاح الكبير للجبهة الشعبية في عام 1936. وفي مجمل الأحوال سيبقى الوزراء في مناطق اصطياف في داخل فرنسا على غرار غالبية المواطنين. لكن جورج بولانجوفان تنشد الاسترخاء في عطلتها على كرسي مريح، والسباحة ووسط العائلة، وهي من القلائل إن لم تكن الوحيدة التي تستقل الطائرة للذهاب إلى جوادولوب مسقط رأسها في جزر الانتيل الفرنسية.
مشاركة :