بينما يحتفل العالم بثاني أيام عيد الأضحى الأربعاء، ينشغل مئات الرياضيين بالبحث عن رفع اسم بلادهم على منصات دورة الألعاب الآسيوية في إندونيسيا، ومنهم لاعب التايكواندو السعودي غازي الأسمري الذي يأمل في نيل ميدالية تعوضه تمضية العيد بعيدا عن أسرته. لا يخفي الأسمري اشتياقه لعائلته في المملكة، لكنه يؤمن بأن تضحية الخراف التي قام بها والده ستجلب له «التوفيق» في الحصول على ميدالية. ويقر الأسمري في تصريحات لوكالة فرانس برس بأنه «بالطبع أشتاق لعائلتي في الديار، لكن -ان شاء الله- إذا عدنا بميداليات فسيكون عيدا آخر بالنسبة إلينا»، موضحا أنها «المرة الثالثة التي لا أكون فيها في المنزل مع عائلتي في العيد. سيضحي أبي بخروف عن نيتي، وإن شاء الله سيجلب لي ذلك (الحظ) هنا». ومثل الأسمري (27 عاما) الذي يبدأ الخميس المنافسات في وزن 68 كلغ، بلاده في بطولتين عالميتين ودورة الألعاب الآسيوية السابقة في إينشيون. ويشعر الأسمري بأن تنظيم الألعاب الحالية جيد في إندونيسيا، أكبر الدول المسلمة لجهة تعداد السكان، مع وجود غرفة للصلاة في كل مكان وقاعة. ويوضح «نحتفل مع عائلتنا، مع أقربائنا وأصدقائنا. كل عائلتنا الكبيرة التي لا يمكننا أن نلتقي بها في كل موسم، تجتمع معًا في هذا اليوم. لكن هذه المرة هذه هي عائلتي هنا في جاكرتا». ويتابع مع ابتسامة على محيّاه «نحن جميعا نتطلع إلى تحقيق نتيجة جيدة من أجل بلدنا. ذهبنا لأداء صلواتنا صباحا في المسجد الكبير. كل شيء جيد هنا، نصلي، نقاتل ونفوز». الأسمري، وهو فرد من عائلة كبيرة تضم عشرة إخوة وأخوات، بدأ مزاولة اللعبة في سن الثانية عشرة، ولعب عمه ووالده دورا رئيسا في مشواره. «الله يختبرك بطرق مختلفة» يقول الأسمري الذي يتحدر من مدينة أبها في جنوب غرب المملكة العربية السعودية: «لم أفز بميدالية في إينشيون لأني خرجت من الدور ربع النهائي. لكن هذه المرة، أنا واثق من قدرتي على الفوز بميدالية». ويُبدي الرياضي السعودي طموحه بمحاولة «إحراز الذهبية، هذا هو هدفي وحلمي. بعد ذلك، سيكون التركيز على الألعاب الأولمبية» التي تقام دورتها المقبلة عام 2020 في العاصمة اليابانية طوكيو. وكشف الرياضي ذو البنية الجسدية الطويلة والنحيلة أن «عمي زاول الجودو، لكنه رأى -استنادا إلى بنيتي الجسدية- أن التايكواندو ستكون الرياضة الأفضل، وها أنا». ويتشارك سعيد سالم المري، أحد أعضاء الطاقم التدريبي لمنتخب التايكواندو السعودي للسيدات، شعور الأسمري نفسه باشتياقه الى عائلته في هذه المناسبة الاحتفالية، لكن ما يعزيه هو أن ابنته نورا موجودة معه في جاكرتا؛ كونها تشارك مع منتخب التايكواندو أيضا في فئة دون 57 كلغ. وقال المري لفرانس برس: «أدعو أن يحقق لنا هذا الوقت الذي أمضيه بعيدا عن بلدي ومنزلي ميداليات لفريقنا. إنها فترة اختبار عندما لا تكون مع أحبائك في هذا الوقت الاحتفالي، لكن الله يختبرك بطرق مختلفة». وتشارك السعودية في 21 رياضة أبرزها ألعاب القوى والسباحة وكرة القدم وكرة اليد ورفع الأثقال والفروسية، وهي تطمح إلى تعزيز الرقم الذي حققته في النسخة الأخيرة في إينشيون الكورية الجنوبية عام 2014 عندما حققت سبع ميداليات (3 ذهبيات و3 فضيات وبرونزية واحدة). وتبرز المشاركة السعودية في ألقاب القوى مع 11 مسابقة هي سباقات 100م، 200م، 110م حواجز، 5000م، 1500م، 400م، 400م حواجز، 3000م موانع، والقفز بالزانة، والكرة الحديد، ورمي القرص. وتملك السعودية في سجلها 24 ذهبية منذ مشاركتها الأولى عام 1982 في نيودلهي، مقابل 11 فضية، و20 برونزية في 9 مشاركات سابقة.
مشاركة :