المالكي ونصرالله ينفذان واحدة من أخطر فقرات الرؤية الإيرانية. تلك الفقرة التي تقضي بأن العرب لا يستحقون حياة كريمة. أشاع الرجلان القبح في أعز مدينتين عربيتين.العرب فاروق يوسف [نُشر في 2017/06/03، العدد: 10652، ص(9)] إذا أردت التعرف على حقيقة إيران عليك بالذهاب إلى العراق. أما إذا منعتك الأوضاع الأمنية في أخطر مدينة في العالم وهي بغداد من زيارتها فلا بأس عليك من أن تلقي نظرة سريعة على الضاحية الجنوبية ببيروت. سوف تُصدم. أهذه بيروت؟ أهذا هو الشعب اللبناني؟ لقد استورد العراقيون واللبنانيون أسوأ ما لدى الشعب الإيراني من ذائقة وعادات ومزاج وتقاليد وسلوك، وأضافوا إليه الشيء الكثير من نتاج تراثهم الباكي والكئيب والمكرر والممل فأضفوا على البضاعة الثقافية الإيرانية قبحا قد يُصدم به الإيرانيون. بغداد اليوم كما تسجل صورها عدسات مصوري وكالات الأنباء هي أقبح مدينة في العالم، كما أن الضاحية الجنوبية هي أقبح جزء من بيروت. وكما هو معروف فإن قبح المدينة ينعكس قبحا في النفوس. وهو ما يجري العمل عليه كل لحظة من غير أي شعور بالرحمة. فحين نتحدث عن غسل العقول فإن ذلك لا يجري بمعزل عن تدمير البيئة المحيطة من خلال إلحاق أكبر ضرر بشكلها الجمالي والاكتفاء بوظائفها الأساسية. كأن يكون البيت مجرد مأوى. وهو ما يساوي بين البشر والحيوانات. وإذا ما كان حزب الله يفاخر بالمستشفيات والمدارس التي بناها من خلال التمويل الإيراني، وهو أمر مشكوك بصحته من جهة أن تكون تلك المستشفيات متاحة للجميع والمدارس صالحة لرعاية وتربية العقول، فإن سياسيي العراق وفي مقدمتهم نوري المالكي فشلوا بالرغم من ثروات العراق الهائلة في بناء مدرسة أو مستشفى، ذلك لأنهم كانوا عبر سنوات حكمهم حسب تعبير المالكي يدافعون عن المشروع الإسلامي. ولكن ألا يحق لنا أن نتساءل عن ماهية ذلك المشروع الإسلامي الذي أدى إلى أن تُضرب حياة الناس بالقبح في مدينتين كانتا الأجمل دائما؟ حسب المعطيات الواقعية فإن ما يُسمى بالمشروع الإسلامي، الذي يتولى تنفيذه حزب الله في لبنان وحزب الدعوة في العراق، هو في حقيقته صورة عن المخطط الذي وضعه آيات الله لحياة البشر في الدنيا وهي صورة لا تمت إلى حقوق الإنسان وكرامته وحريته واستقلاله بصلة، إضافة إلى أنها تتناقض كليا مع العلم وتجلياته المعاصرة. نظرة سريعة وخاطفة إلى ما آلت إليه أحوال الناس في العراق وفي الضاحية تكشف عن هول الكارثة التي ضربت العراقيين واللبنانيين بسبب ذلك المشروع الذي يُربط بالإسلام عنوة بالرغم من أنه قد أدى إلى انحطاط سبل العيش، وقبلها انهيار وسائل التعليم والتربية والصحة في كلا البلدين. ما لا يسبب صدمة لرعاة ذلك المشروع الوهمي أن يكون القبح عنوانا لحياة بشر قيض لهم بالصدفة أن يكونوا ضحايا لمشروعهم. فالجمال والقبح ليسا معيارين معتمدين في قاموسهم. خدمة الولي الفقيه هي المعيار الوحيد لقياس صلاحية الإنسان لعيش حياة آمنة. ولأن الولي الفقيه هو خلاصة المذهب الشيعي حسب الخميني، وهو الذي وضع ذلك المصطلح في سياق سياسي فإن التعبير عن الولاء له هو بمثابة نوع من الخلاص. يكذب الكثيرون حين يضعون هذا الأمر في مكان آخر. فالولي الفقيه حسب الرواية الخمينية هو منقذ الأمة وهو مبشرها بالجنة التي لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال الإيمان بالإمامة. كل ذلك اللعب بالغيبيات كان القصد منه تمرير القبح الذي ظلل مشروع أتباع إيران حياة الناس في العراق ولبنان به. كل هذا الفساد يٌمكن القبول به ما دام يتم في ظل راية الولي الفقيه الذي يعرف أكثر من سواه ما الذي يحتاجه المؤمن لكي ينجو في آخرته من النار. بعيدا عن الأهداف الإيرانية، فإن المشروع الإسلامي الذي ينادي به نوري المالكي في العراق وحسن نصرالله في لبنان هو مشروع رث ومتهالك ورخيص وعدواني بما ينطوي عليه من استهانة بالحياة البشرية. المالكي ونصرالله ينفذان واحدة من أخطر فقرات الرؤية الإيرانية. تلك الفقرة التي تقضي بأن العرب لا يستحقون حياة كريمة. لقد أشاع الرجلان القبح في أعز مدينتين عربيتين. كاتب عراقيفاروق يوسف
مشاركة :