نشرت الاقتصادية نتائج تقرير عن ازدهار مطاعم الوجبات السريعة في الخليج بما يعكس تزايد الطلب من جانب الأسر على هذا النوع من المطاعم مع انتشار عادة تناول الطعام خارج المنزل بصورة واضحة. حقيقة الأمر أن مَن يزور المجمعات التجارية أو الأسواق المركزية يلاحظ انتشار هذا النوع من المطاعم في دول الخليج على نحو لافت للنظر، ويثير انتشار مطاعم الوجبات السريعة الكثير من علامات التساؤل، فالمُفترض أن هذه المطاعم موجهة في الأساس نحو الطبقات العاملة ذات الدخول المنخفضة في الدول الصناعية، التي لا تجد وقتاً لطهي الطعام، أو ربما ترغب في تخفيض تكلفة الوجبات التي تتناولها، لذلك تصبح مثل هذه المطاعم خيارها الأمثل، وغالباً ما يُطلق على الطعام الذي تقدمه هذه المطاعم عبارة Junk food؛ أي الطعام الرديء أو الرخيص، حيث يتم تقديم طعام ذي سعرات حرارية عالية وبأسعار رخيصة. ودائماً ما يتهم هذا النوع من الطعام بأنه المسؤول الأول عن انتشار السمنة بين الناس، وخصوصاً الأطفال، وارتفاع معدلات الإصابة بمرض السكري، فهل انتشار مطاعم الوجبات السريعة في بلادنا يعكس تطوراً في القيم الخاصّة بطريقة تناول الطعام ونوعيته، أم أنه مجرد تقليد للأنماط السائدة في تناول الطعام في الغرب؟ أعتقد أن الإجابة عن هذا السؤال تحتاج إلى دراسات مسحية في إطار علمي للتعرُّف على التطورات الحادثة في أنماط تناول الطعام في الخليج والأسباب التي تقف وراء هذا التحوُّل في أنماط السلوك الاستهلاكي.
مشاركة :