الرسالة الأخيرة لسامي الجابر! | د.عدنـان المهنا

  • 6/3/2014
  • 00:00
  • 28
  • 0
  • 0
news-picture

** سامي الجابر.. يا رجلاً وُلدت يومًا في غيب الذاكرة، وأنت اليوم في عمق الذاكرة بطلاً، وفارسًا، تتفقد بحضورك واجتهادك وأفضليتك عشقنا للهلال ولك، فكم وقفت في ضجيج البطولات الزرقاء (لاعبًا) ثم (مدربًا) كنت جذلاً فرحًا لا يستنكرك المنصفون! أمّا حبنا للهلال الذي في صدورنا منه تعامل، وفي قلوبنا منه شعور، وفي أكنتنا منه مجال، وفي أعماقنا منه أنت، فهو نعمة لا نفيق من ضمتها، وهي نظرات تمسح ما تبقى من سماحة أخلاقك الصادحة بين جنبيك. ** أيُّها السامي العزيز.. أبكي في أعماقي كلّما تذكرتُ أنّك كنتَ لاعبًا تتقلّد للوطن وللهلال لقبًا قاريًّا، أو عربيًّا، أو خليجيًّا، أو محليًّا.. فما بالكم وأنتم تعتزلون دفة القيادة الفنية للهلال؟! أبكي فخرًا وفرحًا، وأتقاطر إلى شخصيتك، (أينما تكون). أسطّر بقلمي وعباراتي أحرّ أشواقي، وأسمى تبريكاتي إعجابًا لم يكن بمقدوري أن أقوى عليه حين كان يرسمك نهار الوطن القادم من الغيم، وعمرك الخصب بالتجارب المواهب والذكاء يدرك احتمالات الآتي السعيد، ويستقر في أقدارك بمشيئة الله طائر الترحال، وأنت تحمل (أحلام المحطات) إلى محطة جديدة هي لقب مدرب مرة أخرى. ** أيُّها السامي العزيز.. من أوروبا قبل الهلال كانت (محطات فنك بالتدريب)، وهي لن تكون -بإذن الله- محطات أخيرة لنهاراتك، ولناسك، ولبقيتك الغالية عليك وعلينا، وكان في قدرك المكتوب أن تكون هلاليًّا من البدايات التي تجلّت فيها أحاسيسك لهذا الكيان، مذ كنت شبلاً وشابًا ورجلاً يافعًا تجلّت في شخصيتك نغمات الإبداع المسافرة على مدى جيلك عقدًا، ثم عقدين، ثم رابعًا تشرب حب الوطن وعشق الهلال وظله. ** سامي الجابر.. يا رجلاً فذًّا عملت لاعبًا شهيرًا، ثم مدربًا هلاليًّا لم يلبث أن قادته قدماه ورأسه الذهبية، و(فكره التكتيكي) إلى أن يكون الأمهر والأبرع في فترات طموح المنتخب لرجاله وطلائعه في مسيرة الحضارة السعودية (الرياضية) الكروية، حين كان منتخب الوطن الصرح الواقف على الأرض شموخًا وجلالاً وهيبةً في كل أصقاع العالم، ثم ما لبثت أن كرست تطلعاتك لبناء ذاتك وتعزيز مكانة (المدرب الوطني) من عرق الجبين الناصع بالإخلاص والآمال! ** سامي الجابر.. مرحى لنتاجك ونجاحك وطلعك المورق، فقد كنت منافسًا شرسًا على بطولتي الدوري وكأس ولي العهد، ولو أن (مركزي الوصيف) لا يليقان بزعيم البطولات، غير أن اجتهادك الفني كان من جبينك طافحًا، ومن الهمة ما يترك ِذكْرًا طيبًا موصولاً بيوم ولادتك في غيب ذاكرة الهلال، وعمق ذاكرة الوطن.. ** مبارك لك اشتعالات نبوغك التي أمتطي بها في نفسي بهجةً وفخرًا يرتسم بثقتي بك وإعلانك عن وجودك (بحول الله) مدربًا تتجاوز حدود الألقاب والمناسبات.

مشاركة :