أهل علينا شهر فضيل ، ضيف يزورنا مرةً كل عام ، شهر تضاعف فيه الحسنات , ويكثر فيه المسلمون من الطاعات ، شرعت فيه عبادات من صيام وقيام وذكر واستغفار وصدقات واستكثار من الحسنات ، يتسابق فيه المسلمون لكسب الأجر والثواب من الله سبحانه وتعالى ، كيف لا وفيه يوم خير من ألف شهر ، وفيه يعتق الله عباده من النار ، نسأل الله أن نكون منهم . وفي كل عام يقبل فيه رمضان نرى الكثير من العروض التجارية تنهال فجأة ، ونرى المسابقات بشتى أنواعها ، وتزدحم شاشات التلفاز بالمسلسلات المختلفة ، ونرى الدورات الرياضية ( الرمضانية) والتي تجذب الشباب وأصبحت عادة سنوية لهم من كرة قدم وطائرة وغيرها ، ونرى الألعاب الشعبية القديمة والمتوارثة يعاد إحياؤها من جديد ، فارتبط في أذهان الكثير ارتباط كل هذه العادات بشهر رمضان الكريم وكأنها عادات إسلامية متوارثة . وأصبح وللأسف الشديد شهر رمضان المبارك هو استرجاع لها وإعادة للذكريات القديمة والتي تعودوا ممارستها في سنواتهم الماضية ومنذ طفولتهم . لا أتحدث هنا عن الحلال والحرام أو البدع وغيرها بقدر ما أعني التعلق الشديد بها ، فحديثي هو ارتباط هوية شهر رمضان الكريم بهذه العادات والتي وللأسف الشديد غلبت على بعض العبادات عند البعض . فأغلب من أجالسهم من صغار وكبار عندما يقترب شهر رمضان يسردون ذكرياتهم الرمضانية السابقة والجميلة لديهم والتي أغلبها عادات يمكن ممارستها في أي وقت من العام . رمضان شهر يمر سريعاً ، وهو أفضل الشهور ، وقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم إذا أقبل رمضان والعشر الأخيرة منه شد المأزر وأحيا ليله وأيقظ أهله ، وكذلك صحابته رضوان الله عليهم . فلنا في رسول الله أسوة حسنة . سؤال يتبادر إلى الأذهان لماذا نخصص شهر رمضان الكريم بممارسة عادات خصصناها نحن بأنفسنا فيه ، ونقلل من العبادات التي خصصها لنا ديننا الحنيف في هذا الشهر الكريم، ألا يمكننا ممارسة مانريد من عادات مباحة شرعاً في بقية العام !!!
مشاركة :