اعتبر المحلل البريطاني كريستيان كوتس أولريخسن، الباحث في معهد بيكر للسياسة العامة بجامعة رايس الأميركية، أن استمرار الهجوم الإعلامي ضد دولة قطر بعد تصريحات مفبركة لصاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، يشير إلى أن هناك حملة مدبرة تجري حالياً لتشويه سمعة الدوحة إقليمياً ودولياً. وقال كوتس، في مقال تحليلي نشرته صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، إن التوترات عادت للظهور في هجمة إعلامية مستمرة تتهم قطر مجدداً بأنها تمثل تهديداً للاستقرار والأمن في الخليج، مشيراً إلى أن أحدث حجة لدى بعض أعضاء مجلس التعاون الخليجي كانت تصريحات مثيرة نسبت إلى أمير قطر في حفل تخرج عسكري يوم 23 مايو. وأضاف أن التصريحات أثارت ضجة فورية في وسائل الإعلام الإقليمية، وفي بعض دول الخليج، رغم أن قطر أعلنت اختراق وكالة أنبائها، ورغم أن من حضروا حفل التخرج العسكري يؤكدون أن الأمير لم يلق أي كلمة على الإطلاق. وأشار الكاتب إلى أن هذه الدول قامت بحجب قناة الجزيرة وغيرها من وسائل الإعلام القطرية، في أعقاب تلك الادعاءات، ونشرت في صحفها مقالات يومية منذ ذلك الحين تعاملت مع -التصريحات - على أنه حقيقة، وشرعت على هذا الأساس في اتهام قطر بأنها الحلقة الضعيفة في التهديد الذي تشكله إيران والإرهاب للاستقرار الإقليمي، وطالبتها باختيار أحد الجانبين، إما دول مجلس التعاون الخليجي، أو إيران. ورأى الكاتب أن الحجم الهائل لهذه المقالات ومضمونها الشرس ضد قطر يشير إلى أن هناك حملة مدبرة تجري حالياً لتشويه سمعة الدوحة إقليمياً، وكذلك في نظر إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب. وأشار إلى أن الإدارة الأميركية أظهرت أنها تعتزم اتباع مجموعة من السياسات الإقليمية التي تتماشى إلى حد بعيد مع تلك الموجودة في بعض دول الخليج، أكثر من تلك التي تنتهجها الدوحة، ويبدو أن هذا التقارب أدى إلى تغيير المشهد الجيوسياسي في الخليج. علاوة على ذلك -والقول للكاتب- فإن قلة الخبرة السياسية لدى الكثيرين في دائرة ترمب الداخلية أتاحت فرصة لبعض المسؤولين الخليجيين لتشكيل تفكير الإدارة، إزاء قضايا إقليمية مهمة مثل إيران والإسلاميين. وأشار إلى أن مسؤولين رئيسيين في إدارة ترمب، مثل وزير الدفاع جيم ماتيس ومدير وكالة المخابرات المركزية مايك بومبيو، يتبنون وجهات نظر حول إيران والإخوان المسلمين لا يمكن تمييزها تقريباً عن تلك الموجودة في بعض دول الخليج. وقال المحلل «إن الحملة الإعلامية ضد قطر تتزامن مع قيام محللين ومسؤولين أميركيين كبار سابقين بإثارة الشكوك حول موثوقية قطر كشريك أمني إقليمي، مشيراً إلى أن هذا المناخ السياسي الجديد جعل الدوائر الحاكمة في بعض عواصم الخليج تشعر بالجرأة، وتنقل الهجوم إلى وسائل الإعلام وليس وراء الأبواب المغلقة، كما كان في الماضي. ورأى أن السماح باستمرار الحملة الإعلامية ضد قطر للأسبوع الثاني دون انقطاع، يعني أن صناع السياسة في بعض دول الخليج قد يأملون في الضغط على القيادة في الدوحة لتقديم تنازلات، أو انتظار ما إذا كان المسؤولون في إدارة ترمب سيبتلعون هذا الطعم.;
مشاركة :