يتساءل كثيرون عن السبب الذي فجّر هذه الحملات الإعلامية الشديدة ضد قطر ولماذا استمرت حتى بعد أن تم نفي تصريح الأمير، وتفسيري أن الشرهة عليهم كانت كبيرة.. والعتب كان شديداً.. ولكثرة ما تراكم هذا العتب خلال السنين بعد السنين فقد ملأ الصدور ووصل الحلقوم أثناء قمم الرياض وتصريح الأمير سواء كان حقيقياً أم مفبركاً كان أداة رفعت الغطاء فتفجر المخزون الكبير وما كان له أن يتوقف حتى ينتهي الدافع. يقول البعض إن إيواء قطر للإخوان ودعمهم هو السبب، ويقال إن استقواء قطر بإيران وقاعدة العديد كانا السبب ويقال غير هذا، وأقول إن هذه الأمور كلها أعراض لخلل كبير أوجد تلك الأعراض ولو زالت تلك الأعراض وبقي الخلل فستنشأ أعراض جديدة ويعود التوتر. الخلل الكبير الذي أوجد تلك الأعراض كما يبدو لي هو أن النظام السياسي القطري منذ بداية عهد الشيخ حمد ولأسباب ملتبسة كان يتقصد المملكة ويسعى للإضرار بها عن طريق اتخاذ المواقف المناهضة وإيجاد ودعم الوسائل الإعلامية التي تهاجم المملكة، أي (حاط راسه براسها) وكأنه يريد الثأر منها مع الفارق الكبير في الحجم والقوة ووجود وشائج القربى القوية ولو تتبعنا الكثير من مواقف قطر منذ عهد الشيخ حمد لوجدنا أن قاسمها المشترك العمل ضد مصالح المملكة والسعي للإضرار بها وإحراجها. ولأن تلك المواقف العدائية الثأرية الواضحة كانت تتكاثر وتتراكم باستمرار على مر الأشهر والسنين، ولأن المواجهة لا يمكن أن تكون خياراً مقبولاً بين الأشقاء، فقد كانت مشاعر العتب تتابع وتتراكم في الصدور حتى فاضت أخيراً. المجتمع القطرى -وفق تقديري- هو أقرب المجتمعات الخليجية للمجتمع السعودي والقواسم المشتركة بين المجتمعين هي الأكثر والأقوى، ومع ذلك فالنظام القطري كما يبدو كان بتصرفاته اللافتة غير المبررة يزرع الأشواك ويقيم الحواجز. لاشك أن من حق كل حكومة بل من واجبها مهما صغر وطنها أن تسعى لإعلاء شأن هذا الوطن بكل الوسائل السليمة، وحكومة قطر تحاول أن تبدو وكأنها بمواقفها تعمل لإعلاء شأن بلدها لكن الواقع في رأيي يبدو للمتابع المتأمل غير ذلك لأن إعلاء الشأن ينبغي ألا يكون فيه إضرار بدول أخرى، وحين تكون تلك الدول شقيقة ومجاورة بل وأقرب المقربين فإن مساعي الإعلاء هذه تكون من المحرمات وهذا كله على افتراض أن مواقف قطر الحالية تعلى شأن قطر لكن الواقع أنها لا تعلي شأنها بل تضعها في مآزق كبير. الإخوة الكرام في قطر يدركون بالتأكيد أن دول مجلس التعاون تواجه مخاطر واحدة ومصيراً واحداً وأي ضرر كبير يقع على إحداها فلابد أن يصيب الجميع وهم بالتأكيد يعلمون أن قطر من أضعف الحلقات في منظومة دول المجلس وأسرعها تضرراً وأن المملكة من أقوى تلك الحلقات وأقدرها على الدفاع عن الجسم الخليجي وما داموا واعين لهذه الحقائق فالمفروض أن تكون مواقفهم داعمة للسند الكبير وتكون مواقفهم مستمدة من تحديات الحاضر ومخاطر المستقبل ومصالح الأشقاء كي يكونوا طرفاً فاعلاً في حماية كياننا الخليجي الذي تحبط به الفتن والأخطار من كل الجهات. حمى الله وطننا الخليجي ووفق قادته لعمل ما فيه الخير لمجتمعاته إنه سميع مجيب.
مشاركة :