إننا نعيش واقعاً تتنازع فيه الدول التي تقع على حافة الهاوية، تختبئ خلف المنظمات المشبوهة وتعيش خارج الحياة بسذاجة سياسية تخدم أغراضاً إرهابية. تكافح من أجل مجال ميت وتوهم العالم بأنها تمتلك وتيرة إنتاج متسارعة والعكس هو الصحيح، مما جعل المرتزقة في الإعلام تعيش حالة تعبئة واستنفار دائمين. وفي تقدير العالم فإنّ حكومتنا الرشيدة سياستها تصنع الرفاه وتحافظ على النشاط البشري، فهي بهذا المعنى تنطوي عليها الروح الموضوعية التي تساوي المعنى والهدف الحقيقي للفرد. فعلها جوهري وكوني ومنطقي، غايتها ظهور السياسة وليست الإدارة، ما جعلها أرضاً خصبة للنمو في جميع المجالات وقدرات ضخمة تخطط لسير المجتمع، تعمل بمنطق الدولة الراعية لأخلاق الاقتصاد والتعاقدات الاجتماعية. ومن هنا نميز أهمية المشاريع كمحدد أساسي لتوازن التنمية وإنتاج السياسة وأهميتها الجغرافية، وهذه الرؤية التي غطت جوانب كثيرة تشكل ثقلاً موازياً وعاملاً تاريخياً تشهد له الدول العظمى، وهكذا فإنّ زيارة ولي ولي العهد لموسكو أثمرت عن الدخول مع روسيا في مشاريع استثمارية كبرى في مجالات مختلفة، منها مصادر الطاقة البديلة والبنية التحتية والنقل والنفط والغاز. وينطبق ذلك على شركة «أرامكو» السعودية، حيث وقعت اتفاقية بقيمة 5.2 مليارات دولار مع شركة «هيونداي للصناعات الثقيلة» الكورية وشركات أخرى لبناء «أكبر مجمع للصناعات البحرية» في المنطقة. وستجري أعمال البناء في مجمع الملك سلمان العالمي للصناعات والخدمات البحرية في رأس الخير، قُرب مدينة الجبيل الصناعية على الساحل الشرقي للمملكة، وفقاً لوكالة الأنباء السعودية (واس). وهكذا تزامن النمو الاقتصادي والتطور الاجتماعي، مع الجهود الدولية التي تقوم بها الدولة رعاها الله، والقمم الثلاث التي حققت الكثير للمملكة والتبادل التجاري مع الولايات المتحدة والصين وروسيا، فالاقتصاد العالمي يسعى إلى تجاوز الحدود القومية، وسيعمل المجمع على تصنيع 4 منصات حفر بحرية، وأكثر من 40 سفينة تشمل 3 ناقلات نفط ضخمة سنوياً، إضافة إلى تقديم خدمات الصيانة اللازمة لأكثر من 260 مُنتَج من سفن ومنصات حفر بحرية. ومن المتوقع بدء الأعمال الإنتاجية في المشروع خلال العام 2019، على أن يعمل المشروع بطاقته الإنتاجية الكاملة بحلول عام 2022، و»سيصبح المجمع الصناعي الأكبر من نوعه في المنطقة من حيث الطاقة الإنتاجية وحجم الأعمال». دولة عظيمة نجحت في تغيير الساحة السياسية والاقتصادية تعمل بجد واجتهاد. توازن بين العرض والطلب، وتبرم صفقات ضخمة تهدف إلى «الاستفادة من الطلب المتزايد على الخدمات والصناعات البحرية في المنطقة من خلال طرح حلول تنافسية آمنة، وعالية الجودة، وبمعايير عالمية». وقالت وكالة الأنباء السعودية إنّ المجمع الصناعي الجديد «سيصبح الأكبر من نوعه في المنطقة من حيث الطاقة الإنتاجية وحجم الأعمال»، موضحةً أنّ الهدف منه «الاستفادة من الطلب المتزايد على الخدمات والصناعات البحرية في المنطقة من خلال طرح حلول تنافسية آمنة، وعالية الجودة، وبمعايير عالمية». وسوف تشهد المجتمعات تحولات صناعية تحقق لإنسان التقنية مجالات عدة، وتفتح له نوافذ أخرى يرى من خلالها الحياة مفهوماً شاملاً يفضي إلى عالم جديد من الصناعة، ويواكب عبقرية السياسة الجديدة. لأنّ العمل في المستقبل سيكون أكثر جرأة يصاحبه صعود إلى رحاب الإبداع.
مشاركة :