الشباب أعظم عقود العصر - مهـا محمد الشريف

  • 5/21/2015
  • 00:00
  • 14
  • 0
  • 0
news-picture

لقد قدم التاريخ العربي والإسلامي أعظم الصور وأكبر الانتصارات، التي تحققت على يد قادة من الشباب غيروا التاريخ بشجاعتهم وحماسهم ورباطة جأشهم، فقد شاء الله تعالى أن تكون الأرض مسرحاً للصراع، لكي تلد الأمهات القادة العظام فقد اختلفت الناس في مفهوم القيادة واتفقت على قادة حملت لواء الحق ببسالة نادرة تدافع عن الشرعية. إن الحديث عن قدرات الإنسان تكشف عن النخب في كل أمة وترتبط بإنجازات الأسماء التي تتدافع وتتزاحم في صفحات التاريخ. ويفتخر البشر بمنجزاتهم وكأنما الحياة عادت بأكملها إلى منبع التجربة التاريخية وكررت الصور والبطولات وسيرة القادة العظماء منذ ظهور الإسلام إلى عصرنا الحديث فالماضي يغذي الحاضر، وها نحن أمام جهود كبيرة وظفت الإرادة الحقيقية التي يحكمها تنظيم سياسي؛ فالإرادة والسياسة مفهومان متلازمان وتم فهمهما وتحول الفكر فيهما إلى قيادة كما فعل أسامة بن زيد رضي الله عنه الذي تربى في بيت النبوة ولم تنل منه الجاهلية بوثنيتها. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحبه حباً شديداً قاد جيش المسلمين في غزو الروم، وقد ولاه النبي محمد قيادة جيش المسلمين المتوجه للشام، وقال له: يا أسامه سر على اسم الله وبركته، رغم اعتراض بعض الصحابة الكبار من تقديم الغلام على المهاجرين الأوائل. إن صناعة القائد تبدأ من عطاء الآباء ومساعدتهم على التفاعل ومنح الثقة ومن ثم تبدأ القيادة بالقدوة والمثل الأعلى وقياسا على ذلك تعتمد حركة الأمم على الحكام والعلماء والآباء، فالعلاقات الإنسانية أحد أهم عوامل الاستقرار في حالة صحتها وتناغمها. ومن الأهمية بمكان أن نذكر السواعد الفتية التي تبني الاوطان وتظهر من خلالها مزايا الثقافة والجانب القيمي المستنبط من قيم الماضي، كما أكد مصطفى القباج أكاديمي في الملكية المغربية والأمين العام لمنتدى حوار بجنيف "أن الشباب ليس شريحة أيديولوجية بل إن الشباب هم فئة مختلفة عن بعضها البعض، وفي الحقيقة شريحة ذات وجهين: وجه يكرّس المجتمع ومقوماته والنظام السائد، وفئة تخلخل المجتمع من خلال الاحتجاج ورفض السائد، ولأن الشاب بطبيعته له رأي مخالف ورؤية أخرى، فعمر الشباب هو عمر الإبداع العلمي وعمر الخيال والحلم". لقد شكل الشباب في دولتنا نسبة عالية من عدد السكان وساهم البعض منهم في مؤسسات خيرية شجعت على الإبداع في المجتمع السعودي، وعززت بناء ثقافة التطوع، وهناك ما يكفي من المناقب التي تؤهلهم لخوض مرحلة جديدة من البناء، وحظي الشباب بكثير من الفرص التي قدمتها الدولة ومنها مركز الملك سلمان لشباب الأعمال وفتحت مجالات كبيرة في ساحات العمل والقطاعات الاجتماعية والثقافية والتقنية، ودعم رواد الأعمال، وخصص المركز عدة جوائز تقديرية لجهود المتفوقين. إننا أمام منظومة جديدة أسس قاعدتها الآباء ورفع صروحها الأبناء، إنه عصر الشباب والقدرات الخارقة والعصر التقني الذي ربط العالم كله عبر شبكة الإنترنت فكان "مارك زوكربيرج" مخترع ومؤسس الفيس بوك الذي عمل بشغف وخلق تواصلا بين الناس وجمعهم على تقنية مذهلة، وكذلك الحال حول ما طبقه الشاب الأوكراني "جان كوم" تطبيق واتس أب، لقد انتصرت الإرادة والاختراع وتحققت أحلام الشباب. وإن هذا الوعي أعاد النظر في كل المعارف وجعل العصر دقيقاً ومنظماً، ونتج عن هذا التمييز علاقة ذات مرونة بين الإنسان والزمان خاضعة لأبعاده الثلاثة الماضي والحاضر والمستقبل.

مشاركة :