أشاد فلورنتينو بيريز رئيس نادي ريـال مدريد ونجم الفريق كريستيانو رونالدو بالدور الذي لعبه المدرب الفرنسي زين الدين زيدان في الفوز بدوري أبطال أوروبا الثاني على التوالي والثاني عشر في تاريخه. وقال بيريز إن بوسع زيدان البقاء في النادي مدى الحياة بعدما أصبح هذا الرجل الفرنسي أول مدرب يفوز بدوري أبطال أوروبا لكرة القدم مرتين متتاليتين عقب التفوق بنتيجة 4 - 1 على يوفنتوس أمس (السبت). وقدم ريـال عرضاً مذهلاً في الشوط الثاني بعد تكافؤ كبير في أول 45 دقيقة. وسجل ريـال على مدار 90 دقيقة في يوفنتوس أكثر مما استقبله بطل إيطاليا في 12 مباراة بدوري الأبطال. وهذا الفوز الرائع توج أول موسم كامل لريـال تحت قيادة لاعبه السابق زيدان الذي قاده أيضاً للفوز بلقب الدوري الإسباني لأول مرة في خمس سنوات ليجمع بين لقبي الدوري ودوري الأبطال لأول مرة منذ 1958. وقال بيريز لمحطة كادينا سير الإذاعية: «زيدان يستطيع البقاء في ريـال مدريد مدى حياته». وأضاف: «يشعر كل مشجع لريـال بالامتنان له، فلقد رفع مستوى الفريق عندما انضم إلينا في 2001 وكان حينها أفضل لاعب في العالم». وتابع: «الآن هو أفضل مدرب في العالم. إنه يتولى تدريبنا منذ 17 شهرا لكنه فعل كل شيء ممكن». وسجل زيدان هدفاً مذهلاً بتسديدة مباشرة أمام باير ليفركوزن ليهدي ريال لقب دوري الأبطال 2002 بينما نجح العام الماضي، وبعد خمسة أشهر من تولي مسؤولية تدريب الفريق خلفا لرفائيل بنيتز، في تطوير مستواه بشكل واضح والفوز بدوري الأبطال. وقال زيدان في مؤتمر صحافي: «لا يمكنني القول إذا كنتُ سأبقى هنا مدى الحياة لكني أشعر بامتنان كبير للنادي لكل شيء منحني إياه». وأضاف: «لعبت هنا لفترة طويلة وأشعر أني جزء من أثاث النادي. أنا محظوظ أيضاً بأن أكون جزءاً من هذا النادي مع هذه التشكيلة. كل لاعب في التشكيلة أدى دوره وهذا سر نجاحنا هذا الموسم». وقال زيدان: «طالبت اللاعبين بضرورة مواصلة ما يفعلونه، لكن بفتح مساحات على الجانبين، والضغط بشكل أكبر على المنافس، وقلت إنه عندما نمتلك الكرة علينا اللعب بالطريقة التي نعرفها». وأضاف: «سارت الأمور بشكل رائع. تسجيل أربعة أهداف أمام يوفنتوس ليس سهلاً». من جهته، وجه كريتسيانو رونالدو الشكر لزيدان على حديثه للاعبين بين شوطي المباراة، الذي قاد الفريق للفوز 4 - 1 على يوفنتوس في نهائي دوري الأبطال. وكانت آمال يوفنتوس لا تزال قائمة في الفوز باللقب للمرة الأولى خلال 21 عاماً، بعدما انتهى الشوط الأول بالتعادل بهدف لكل منهما ولكن ريـال بدأ الشوط الثاني بقوة وسجل ثلاثة أهداف ليصبح أول فريق يفوز بدوري الأبطال في صورتها الحالية مرتين متتاليتين. وأكد رونالدو مكانته باعتباره أكثر المهاجمين المؤثرين في أوروبا من خلال هدفين ليقود ريـال للفوز باللقب للمرة 12. وخلال مسيرته سجل رونالدو 600 هدف في كل المسابقات بينها 108 أهداف في دوري الأبطال وهو رقم قياسي. وقال رونالدو، الذي استفاد من اللعب عدد أقل من المباريات هذا الموسم مقارنة بمواسم سابقة، خلال احتفال زملائه: «أعددت نفسي لهذا.. تفوز بالجوائز الكبرى بفضل مستواك في نهاية الموسم». وأضاف: «زيدان وجه لنا كلمة إيجابية للغاية بين الشوطين وأخبرنا بأنه يثق بنا». وتابع: «إنها نهاية رائعة للموسم بالنسبة لنا. نحن أول فريق يفوز باللقب لعامين متتاليين وسجلت هدفين. إنه رقم قياسي آخر بالنسبة لنا واللاعبون يستحقون ذلك وكذلك أنا لأنني سجلت هدفين وأنا هداف دوري الأبطال». ووصف إيسكو، الذي لعب أساسياً على حساب غاريث بيل المولود في كارديف، أداء فريقه في اللقاء بأنه الأفضل في الموسم بعدما تفوق ريال على بطل إيطاليا في الشوط الثاني. وقال: «الشوط الأول كان قوياً للغاية... أمام فريق رائع على كل المستويات.. ولكن الشوط الثاني قدمنا أفضل أداء للفريق طوال الموسم». وحل بيل بديلا للفرنسي كريم بنزيمة في الدقيقة 77 بعدما حسم ريـال المهمة. وقال اللاعب الويلزي، الذي فاز باللقب للمرة الثالثة، مع انطلاق الاحتفالات: «يا له من مشهد رائع.. الاستاد رائع وكذلك العمل الذي قامت به المدينة لاستضافة حدث كبير كهذا». وأضاف: «لقد كان موسما صعبا.. ولكنني بذلت مجهودا كبيرا ولم أكن أعتقد أنني سأشارك في النهائي ولكنني عملت دون كلل في المنزل وأتي العمل بثماره». وتابع: «صنعنا التاريخ مجددا..نحن سعداء للغاية للفوز باللقب للمرة 12». كما احتفل سيرخيو راموس هداف ريـال مدريد الإسباني بتتويج فريقه باللقب الثاني على التوالي والثاني عشر في تاريخه، وقال: «كنا على موعد مع التاريخ، وكان لدينا فرصة استثنائية لدخول تاريخ الرياضة». وأضاف: «كنا في غاية التصميم، لم نرتكب الكثير من الأخطاء، قدمنا مباراة متكاملة تماما، لقد فزنا، وأصبحنا أول فريق يتوج بلقب دوري أبطال أوروبا مرتين متتاليتين، وأنا فخور بذلك». على الجانب الآخر، قال ماسيميليانو أليغري مدرب يوفنتوس إن دفاعه الصلب لم يملك القوة اللازمة للصمود أمام هجوم ريـال مدريد. وقال المدرب الذي كان يحلم مع يوفنتوس بأن يصبح ثامن فريق فقط يتوج بثلاثية من الألقاب في موسم واحد بعدما أحرز لقبي الدوري والكأس في إيطاليا، للصحافيين: «في الشوط الأول لعبنا بشكل رائع لكن المنافس رفع الإيقاع في الشوط الثاني ولم نصمد». وأضاف: «دخول هدفين متتاليين في مرمانا أثر علينا ولم يكن بوسعنا الرد». وأضاف: «الانتقاد الوحيد الذي يمكنني قوله إنه بعد الهدف الثاني كان ينبغي علينا البقاء في أجواء المباراة من الناحية الذهنية حتى تكون لدينا فرصة». وبعد طرد البديل خوان كوادرادو لاعب يوفنتوس أضاف البديل ماركو أسينسيو الهدف الرابع لريـال لتزداد آلام يوفنتوس بعدما خسر النهائي الخامس على التوالي في دوري الأبطال. وقال أليغري: «كنتُ مطالباً باتخاذ بعض المخاطرة. كان علينا أن نحاول التسجيل والتقدم ثم الدفاع في الجزء الثاني من المباراة لكننا لم ننجح في ذلك». وأضاف: «لو امتلكنا القليل من الحظ لكان بوسعنا أن ننهي الشوط الأول متقدمين في النتيجة وحينها كانت المباراة ستصبح مختلفة». ومع اقتراب الحارس جيانلويجي بوفون من عامه 40 وتقدم عمر بارزالي (36) وكيليني (32) وبونوتشي (30) فإنه من المرجح حاجة يوفنتوس لتعزيز صفوفه قريبا. ورغم ذلك قال أليغري إن الهزيمة الكبيرة لا تعني بأي شكل أن فريقه قد وصل إلى نهاية مرحلة معينة. وقال أليغري: «لا أعتقد أن يوفنتوس بلغ نهاية المرحلة على الإطلاق. بوفون سيستمر الحارس الأساسي في الموسم المقبل وبارزالي سيستمر معنا لعام آخر. يملكان الكثير لتقديمه للنادي لكن يمكننا تطوير الفريق». وأضاف: «كل ما نحتاج إليه الآن هو الراحة لكن بعد الأجازات سنعود بدوافع جديدة». وفي تورينو الإيطالية معقل يوفنتوس، أصيب نحو ألف شخص بجروح خلال تدافع نجم عن حالة هلع بين الحشد الذي تجمع مساء السبت في ساحة في وسط المدينة لمتابعة المباراة النهائية لدوري الأبطال، وفق حصيلة نشرتها الشرطة الإيطالية الأحد. وقال مراسلو وكالة الصحافة الفرنسية إن حالة من الفوضى سادت قبل عشر دقائق من انتهاء المباراة عندما أصيب متابعوها بحالة هلع إثر سماع دوي ألعاب نارية في حين تحدث البعض عن انفجار قنبلة.
مشاركة :