رغم حالة الغموض التي تحيط بموقف الرئيس الأمريكي ، دونالد ترامب، بشأن التحرك على مسار إحلال السلام في المنطقة، بدعم حل الدولتين، وإنهاء الصراع العربي ـ الإسرائيلي ..ورغم ما تشير إليه دوائر سياسية في واشنطن، أن إدارة ترامب لا تملك حتى الآن خطة ملموسة لاستئناف مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وأن تصريحات الرئيس حتى الآن اقتصرت على التعبير عن رغبته في تحقيق «السلام والمحبة» لإسرائيل والفلسطينيين، وأن الولايات المتحدة ملتزمة بالتوصل الى اتفاق سلام وفي الوقت نفسه الحفاظ على أمن إسرائيل. فقد تم الكشف مؤخرا عن، توجه إدارة ترامب، لإعتماد خطة أمنية سرية لـ«اليوم التالي» لقيام الدولة الفلسطينية، وتتضمن «الخطة الأمنية» إنشاء مطار في الضفة الغربية، ومروحيات غير عسكرية للسلطة «لمواجهة الإرهاب» .. وقيل إن الخطة الأمنية ، سبق وأن وضعها الجنرال المتقاعد، جون الين، في عهد الرئيس السابق باراك أوباما ولكنها بقيت في طي الكتمان ولم يكشف النقاب عنها من قبل جراء تعثر المفاوضات بين الجانبين.. وتنص الخطة على الخطوات والإجراءات الأمنية التي يمكن أن يتخذها الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي، في اليوم التالي لاتفاق سلام نهائي بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وأهم النقاط في الخطة: اقتراح من الجانب الأمريكي بفتح مطار في الضفة الغربية، وهو الأمر الذي من شأنه أن يتيح رحلات فلسطينية مباشرة حول العالم دون الحاجة إلى المرور عبر أراضي إسرائيل.. وتحفظت إسرائيل على المقترح ، ولم يتم التوافق حول هذه ىالمسألة، التي تراها تمثل تحديات أمنية. إنشاء سرب من المروحيات الفلسطينية غير العسكرية التي تسمح للسلطة الفلسطينية بنقل «قواتها الخاصة» بسرعة الى المواقع التي يشتبه في أنها تحاول شن هجوم «إرهابي». واشتكى الأمريكيون من أن إسرائيل تطالب الفلسطينيين من جهة برد فعل سريع ضد الإرهاب، ولكن من ناحية أخرى تعترض على اقتراحات تجعل هذه القدرة الفلسطينية ممكنة. وكان أحد الحلول لهذه المشكلة الذي نوقش مع الحكومة الإسرائيلية، هو إنشاء «نفق جوي» محدود في الضفة الغربية يسمح للفلسطينيين باستخدامه تحت إشراف إسرائيل. وتضمنت الخطة حلول أمنية لمنطقة غور الأردن، تشمل : غرفة عمليات أمريكية وأجهزة استشعار وطائرات بدون طيار وصورا للأقمار الاصطناعية، وتعزيزا كبيرا للسياج الحدودي القائم على نهر الأردن.. كما عرض الأمريكيون إقامة حاجز مائي ثان على الجانب الأردني من الحدود.. لكن الإجماع الإسرائيلي كان أن هذا ليس ضروريا. وحسب التسريبات الإسرائيلية التي كشفتها صحيفة «هآرتس» فإن غالبية الضباط الإسرائيليين وافقوا على الخطة وشجعوا القيادة السياسية الاسرائيلية على اعتمادها، إلا أن الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو رفضتها ولم تستمع لرأي الضباط الكبار في اسرائيل، لأنها لا ترى في الموضوع الأمني عقبة في طريق تحقيق السلام. وقالت «هآرتس» إن الأسابيع الأولى من عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، شهدت سلسلة اجتماعات برئاسة المبعوث الخاص لعملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية جيسون غرينبلات مع مفاوضي السلام الأمريكيين السابقين بمن فيهم مسؤولون في إدارة أوباما. وفي أحد هذه الاجتماعات المطولة تم إطلاع «غرينبلات» على خطة أمنية مفصلة أعدتها إدارة اوباما لليوم التالي لإقامة دولة فلسطينية، وعرفت الخطة داخل الإدارة الأمريكية السابقة بـ«خطة الين» وهو الجنرال الأمريكي الذي قام بوضع تفاصيل هذه الخطة. وفي الخطة، قدم الجيش الإسرائيلي إلى الفريق الأمريكي وثيقة تضم 26 نقطة حددت جميع المخاوف والمصالح الأمنية الإسرائيلية في الضفة الغربية، وطلب من الفريق الأمريكي تقديم حلول فعالة لكل واحد من تلك النقاط. وساد الاعتقاد في إسرائيل أن جميع النقاط تقريبا في الوثيقة تلقت إجابات مرضية من الأمريكيين لكن القيادة السياسية الاسرائيلية ممثلة بنتنياهو ووزير جيشه آنذاك موشيه يعالون رفضتها رغم قبول قادة الأمن بها.
مشاركة :