ياسرالعيلة – معظم الأعمال الكارتونية التي يشاهدها أطفالنا اليوم، هي من إنتاج «والت ديزني» الأمريكية، وهي غريبة الصنع والهوية على عقول أطفالنا، لأنها صممت لغير أطفالنا، وبعقلية غير عقليتنا وثقافتنا، فهي تشجع عادات وأخلاقاً لا نقر الكثير منها. برنامج «الأهازيج والألعاب الشعبية» عمل كارتوني كويتي نجح في جذب الجميع كباراً وصغاراً، منذ اللحظة الأولى لعرضه على شاشة تلفزيون الكويت، خلال أيام هذا الشهر الفضيل، وهذا ما دفع مؤسسة الفكر للإنتاج الفني التي نفذت العمل إلى استخدام أحدث التقنيات ثلاثية الأبعاد في إنتاجه، كي يتعرف جيل المستقبل من أطفال الكويت عن قرب على تلك الأهازيج والألعاب الشعبية الخاصة بالتراث الكويتي، التي كان الأولاد والبنات يؤدونها قديما، وقد لاقى استحسان الأسر الكويتية٬ لأنه برنامج تربوي وتعريفي لجيل الأطفال الحالي بتراثنا الشعبي، وألعابنا الجميلة التي كان يمارسها الأطفال في الماضي الجميل. وقد تصدى لكتابة أشعار هذه الأهازيج والألعاب الشعبية المؤرخ المخضرم والشاعر د. يعقوب يوسف الغنيم بأسلوب شيق وبسيط ومفهوم لدى الاطفال٬ خاصة أن تلك الأهازيج والألعاب الشعبية لا تزال محفورة بذاكرة أهل الكويت٬ فمنها ما يرتبط بالمواسم كشهر رمضان المبارك٬ خاصة بعد فترة الإفطار والمناسبات الأخرى. لقد كتب د. الغنيم ما يقارب 30 أغنية تراثية تتحدث عن تلك الأهازيج والألعاب الشعبية٬ وقام بتلحينها جاسم الخلف، مستخدما الإيقاعات الكويتية المختلفة للمحافظة على الهوية الكويتية الشعبية٬ بعد أن وضع السيناريو لها، وأخرجها بروح مبتكرة المخرج محمود إسماعيل٬ وذلك بإشراف عام ناصر العلي حتى يكون العمل متكاملا. وحسب القائمين على برنامج «الأهازيج والألعاب الشعبية» وتلفزيون الكويت٬ لقد حقق نسبة مشاهدة جيدة لدى المشاهدين٬ رغم أن موعد بثه في فترة الظهيرة٬ ولكن العمل الجيد يفرض نفسه كما يقولون٬ خاصة أن المشاركين فيه لهم جماهيرية كبيرة عند أهل الكويت والخليج مثل الفنان الكبير جمال الردهان، والنجمة سماح، و عذاري قربان٬ إضافة إلى مجموعة من الشباب. ويعد اختيار المسؤولين في تلفزيون الكويت لمثل هذا العمل التربوي هو دعم وتشجيع للشباب الكويتي المبدع في مجال الأعمال الموجهة للطفل. وأهم مايميزالبرنامج اهتمام القائمين عليه بالناحية التربوية، بجانب التركيز على الجوانب الترفيهية أو الحركية، التي تتناسب وطبيعة المجتمع الكويتي، وتراعي خصائص مراحل النمو المختلفة لأطفالنا.
مشاركة :