سعاد خميس سعودية عاشقة للتراث، ولأجل الحفاظ عليه، أرست مفهوماً جديداً في الحفاظ على التراث، وذلك من خلال إنشاء مجموعة لتعليم الأطفال الألعاب الشعبية، وبعد ذلك دربتهم وحفظتهم الألعاب والأهازيج الشعبية الخاصة بهم، ومن خلال مشاركاتها في بعض المناسبات. عرفها الجمهور، وأعجب بعروضها، بحسب العربية نت. وعن بداية تأسيس فرقتها قالت: "حب التراث تقريباً ولد معي، فمن خلال أحاديث أمي وجدتي أشعر بمدى تمسكهما بالتراث والعادات والتقاليد الأصيلة، كما علماني الكثير من الألعاب والأغاني الشعبية التي كانتا ترددانها وهما صغيرتان، لذلك فكرت في إنشاء فرقة للأطفال تعنى بأغانيهما وألعابهما، وأن نعرضها للجمهور في المناسبات والمهرجانات التراثية. ومنذ أربع سنوات تقريباً أقنعت عدداً من أفراد الأسرة والجيران بضم أبنائهم في فرقة واحدة، وأن أقوم بتدريبهم وتحفيظهم الأغاني القديمة الخاصة بالأطفال، بدأنا بمشاركات متواضعة مثلاً في احتفالات الأعياد والأعراس، ثم انتقلنا للمشاركة في الفعاليات الشعبية التطوعية". وتواصل حديثها قائلة: "تنفرد السعودية ببعض الألعاب الشعبية، وفي بعضها تتشابه إلى حد كبير مع الألعاب في المجتمع الخليجي والعربي، ذلك أن الألعاب ظاهرة إنسانية عامة في كل زمان ومكان، ويزخر التراث السعودي بالكثير من الألعاب والفنون الشعبية، منها الخبصة، وهي من الفنون السائدة في المنطقة الشرقية قديماً، وكانت تلعب عادة في موسم رجوع الحجاج لأنهم كانوا يهدون السيدات قلائد مصنوعة من الخرز كهدايا حين عودتهن. وتقتضي اللعبة أن تجلس الفتيات على شكل دائرة تتوسطها تلة من الرمل وما تملكه الفتيات من خرز، ثم تقوم إحداهن بتحريك (خبص) الرمل لدفن الخرز بالكامل ثم تقسّمه إلى عدة أقسام بعدد المشاركات. بعد ذلك تختار كل فتاة القسم الذي تريده وتنبشه لمعرفة مقدار حظها من الخرزات. والفائزة هي من تحصل على عدد أكبر من الخرزات وتتولى هي الخبص في الجولة التالية، أما التي ينفد ما لديها من خرز فتخرج من اللعبة. وتطمح سعاد التي تسكن في بيت قديم يفوح منه عبق الأجداد في المنطقة الشرقية إلى تأسيس مركز لتعليم الأطفال الألعاب الشعبية الفلكلورية والمشاركة في المهرجانات الخليجية والعربية، فتراث السعودية حافل بكثير من الفنون والعادات، والموروث الشعبي. كما تؤكد على ضرورة العودة للتركيز على إعادة الروح للألعاب الشعبية، بطريقة رياضية محببة تمكن الأطفال من ممارستها لاحتوائها على كثير من المضامين التربوية الهادفة بعدما حلت محلها الألعاب العصرية الجديدة والألعاب الإلكترونية الحديثة. وفرقة الأطفال هذه هي بادرة أولية تعيد مجد الماضي، وتحيي تراث المنطقة، باعتباره الأصالة والعادات والتقاليد التي عاش عليها الآباء والأجداد.
مشاركة :