تصريحات الرجوب تشعل غضب الفلسطينيين..”بعد تنازله عن حائط البراق”

  • 6/4/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

كل الوطن – فريق التحرير: فجَّر اللواء جبريل الرجوب، العضو في اللجنة المركزية لحركة فتح التي يتزعمها الرئيس محمود عباس، مفاجأة من العيار الثقيل حين كشف المستور بقبول حركته بأحقية “إسرائيل” بحائط البراق الإسلامي، في تصريحات اعتُبرت الأكثر جرأة من نوعها.حسب “الخليج اون لاين” ورأى الرجوب، التي أثارت تصريحاته ردود فعل فلسطينية غاضبة، في مقابلة له السبت مع القناة الثانية الإسرائيلية، أن حائط البراق المقدس في مدينة القدس المحتلة يجب أن يكون “تحت السيادة اليهودية”، مقابل أن يكون المسجد الأقصى المبارك “حقاً خالصاً للمسلمين وللشعب الفلسطيني”. وأضاف في تصريحات تسبق الحديث عن استئناف المفاوضات بين الجانبين: “حائط البراق له مكانة وقدسية لدى الشعب اليهودي، وعليه يجب أن يبقى تحت السيادة اليهودية، فلا خلاف على ذلك. في المقابل، فإن المسجد الأقصى وساحاته حق خالص للمسلمين وللشعب الفلسطيني”، كما قال. – تنازل خطير.. وغضب كبير الشيخ كمال الخطيب، نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني المحتل، وصف تصريحات الرجوب حول حائط البراق بأنها من “أخطر التصريحات التي تؤكد تنازل السلطة وحركة فتح عن المقدسات الإسلامية لصالح الاحتلال الإسرائيلي”. وقال الخطيب، في تصريحات خاصة لـ”الخليج أونلاين”: “ما تحدث به الرجوب حول أحقية اليهود في حائط البراق الإسلامي، جاء بضوء أخضر من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي لم يعارض أو يسجل أي موقف من زيارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الأخيرة للحائط التي تعد اعترافاً ضمنياً بأحقية اليهود به”. وأضاف: “السلطة الفلسطينية تسير في طريق التنازلات مقابل إرضاء الإدارة الأمريكية وفتح باب المفاوضات من جديد مع الجانب (الإسرائيلي)، لكن رغم كل تلك التنازلات الخطيرة التي تقدمها السلطة على حساب الحقوق والثوابت الفلسطينية لا يزال الاحتلال يطمع في المزيد، وسيحصل عليه”. وحذر نائب رئيس الحركة الإسلامية من التساوق مع تصريحات الرجوب، مؤكداً أن حائط البراق مَعلم إسلامي خالص ولا حق لليهود به، معتبراً تصريحات الرجوب “عار” جديد يضاف على جبين كل من يحاول التفريط في المسجد الأقصى المبارك بكل معالمه الإسلامية يجب محاكمته عليها. والجدير ذكره أن حكومة الاحتلال عقدت، الأسبوع الماضي، جلستها الأسبوعية في منطقة حائط البراق بالقدس المحتلة، دون صدور أي موقف من السلطة الفلسطينية، في حين وصفت حركة حماس ذلك التصرف بالتصعيد الخطير. وفي تصريحات خاصة لـ”الخليج أونلاين”، عبّر الشيخ محمد حسين، المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية وخطيب المسجد الأقصى المبارك، عن غضبه من التصريحات التي تصدر حول التفريط في حائط البراق ومنحه لليهود. وأكد الشيخ حسين أن المسجد الأقصى وكل معالمه وجوانبه الإسلامية هي ملك للمسلمين كافة، ولا يحق للرجوب أو أي شخصية فلسطينية أخرى التنازل عن هذا الحق الثابت الذي رسخته القوانين الدولية، ومنها منظمة “اليونسكو”، بأنه مكان خاص للمسلمين. واعتبر التفريط في أي حق أو جزء من المسجد الأقصى المبارك والمدينة المقدسة، خطراً أحمر لا يمكن السماح بتجاوزه، موضحاً أن الاحتلال يحاول السيطرة على كل المدينة ومعالمها الإسلامية، لكن هناك دائماً من يدافع ويتصدى للمخططات الإسرائيلية؛ لتبقى المدينة المقدسة والمسجد الأقصى ملكاً خاصاً للمسلمين وحدهم. وحائط البراق، هو الحائط الغربي للمسجد الأقصى الذي تعتبره قرارات “اليونسكو” الرسمية مكاناً خاصاً للمسلمين. – جريمة وطنية.. وتحذير من القادم مدير المكتب الإعلامي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين داود شهاب، وصف ما نُقل على لسان جبريل الرجوب حول حائط البراق بأنه “كلام خطير يُمهد للاعتراف بيهودية الدولة”، مبيناً أن هذا الكلام يشكل تعدياً على ثوابت الفلسطينيين. وأضاف: “عقل فريق أوسلو التفاوضي (الأمني والسياسي) يجهل المقدس، كل شيء عندهم قابل للتفاوض وهذه مجلبة الكوارث”. في حين اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تصريحات الرجوب، بخصوص تنازله عن حائط البراق، جريمة وطنية تحمل في طياتها إساءة إلى الشعب الفلسطيني ومقدساته. وقالت الحركة على لسان الناطق باسمها حازم قاسم: إن “هذه التصريحات رسالة واضحة للاحتلال بالتنازل رسمياً عن ثابت مقدس ووطني وتاريخي، وتكشف حالة الانحدار الوطني والأخلاقي الذي وصل إليه بعض قيادات فتح بعد انقلابهم على المشروع الوطني الفلسطيني”. وأضافت: “هذه المواقف من قيادات حركة فتح تؤكد مضيها في مشروع تصفية القضية الفلسطينية والتنازل عن ثوابتها الوطنية والدينية، وتأتي في سياق ترويج قيادات فتحاوية لنفسها في المجتمع (الإسرائيلي) كـ(حمائم) سلام على حساب قضيتهم ووطنهم”. وأكدت حماس أن مثل هذه التصريحات هي استخفاف بنضال الشعب الفلسطيني وتضحياته الجسام، داعيةً أبناء حركة فتح إلى ضرورة رفض هذه التصريحات غير الوطنية التي تكررت مثيلاتها في الآونة الأخير على لسان عدد من قياداتها. كما طالبت الفصائل الفلسطينية بتحمل مسؤولياتها ولجم كل من تسول له نفسه بالتنازل والتفريط في القضية الفلسطينية. ويحدُّ الحائط المسجد الأقصى من جهة الغرب في القدس الشرقية التي تحتلها إسرائيل منذ 1967 وضمتها، في خطوة لا يعترف بها المجتمع الدولي. ويعتبر مصير الأماكن المقدسة في القدس الشرقية المحتلة إحدى أكثر القضايا حساسية وتعقيداً في الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي. وخلال زيارته مؤخراً لإسرائيل والأراضي الفلسطينية، بات دونالد ترامب أول رئيس أمريكي مباشر يزور الحائط الغربي. لكنه قام بتلك الزيارة دون مرافقة أي مسؤول إسرائيلي؛ حتى لا تُفهم زيارته على أنها اعتراف بسيادة إسرائيل على المكان. ولا تزال الإدارة الأمريكية تعتبر أن الوضع الدبلوماسي للقدس سيتقرر عبر التفاوض. ويعتبر القادة الإسرائيليون القدس عاصمة “أبدية وموحدة” لإسرائيل في حين تريد السلطة الفلسطينية جعل القدس الشرقية المحتلة عاصمة للدولة الفلسطينية.

مشاركة :